Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
ماسح الاحذية.
في يوم شتاء بارد و ماطر، نظرت من نافذة غرفتي و انا استعد للذهاب الى المدرسة، و اذا بي اجد طفلا لا يتجاوز عمره ثماني سنوات ، يفترش الرصيف و معه صندوق صغير عليه فرشاة و عدة علب صغيرة، و يقوم بتفريش حذاء رجل بكل نشاط و حرفية. استوقفني هذا المنظر كثيرا، و اثار دهشتي و حزني ، ماذا يفعل طفل بهذا العمر و في هذا الوقت, الذي يجب ان يكون مثله مثلي و مثل اقرانه في طريقه الى مدرسته ، حيث كل الاطفال الذين في سنه؟! ناديت والديّ، و اشرت على الطفل، و احسا بنفس احساسي من الذهول و الدهشة و مزيج من الحزن و الاسى. يا الهي ما اقسى هذه الحياة! ما الذي دفع هذا الطفل للعمل في هذه السن المبكرة، إلا فقر اهله او موتهم ؟ توسلت الى والدي ان نحاول ان نساعد هذا الطفل، قدر الامكان، لانني احسست بلوعة في قلبي لم استطع إخفاءها. نزل والدي الى الطفل و حاول سؤاله عدة اسئلة عن سبب عمله في هذه السن ، و عدم ذهابه الى المدرسة. و كان الجواب كما توقعنا ، وفاة الاب ووجود ام و اطفال بلا معيل.اخذ والدي عنوان الطفل، ووعده بمساعدته باقرب وقت،ليعين اسرته و ليعيده الى المدرسة، حيث مكانه الطبيعي.لمعت عينا الطفل، بفرحة ممزوجة بدمعة، و شكر والدي على كرمه و حمل صندوقه و سار مسرعا الى والدته، ليبشرها بالخبر السار.
2 notes
·
View notes