لاتُزعجني فكرة أنني أسهرُ وحدي وأعيش وحدي، وأنّ الوحدة تتعرّش على جسدي وشفتاي تتصلّبان من الصمت. وأنّني احياناً أحتارُ في الليل بين الشاي الأخضر والقهوة. لايزعجني أنّني لا أجدُ شيئاً مشتركاً بيني وبين العالم الذي يتقاطع طريقي معهم كل يوم..!!
برأيي قليل جدا ان تجد اشخاص ينظرون إلى العزلة بمنظارها الطبيعي دون إلصاقها بالإكتئاب او الجنون أو تأويلها بتأويلات في الغالب غير منطقيه
العزلة احيانا كثيرة أنت لا تختارها بل هي تختارك
وكأن العزلة مكان يناديك بين فترة واخرى او ربما دائما ، وكل الذي عليك تُلبي نداء العزلة
واحيانا العزلة انت تختارها ، عقلك وجسدك تشعر بأن لديهم رغبة مُلحه للعزلة
واحيانا يكون للعزلة اسباب ، اولها واهمها بالنسبة لي هو عدم قدرة الشخص على الإنسجام مع اي شخص ، فالأغلب مُحاط بأشخاص يبادلونه الحب ولكن الإنسجام ليس بالضرورة ان يكون حاضراً بينهم ، احيانا الإنسجام تجده مع غريب ولكن افكاركم منسجمه تماما وهذا الشيء يفسر تعلق الكثير بأفكار الغير عبر صفحاتهم في وسائل التواصل
ايضا المجتمع الذي يكتب أكثر مما يقرأ ، ويُعبر أكثر مما يُنجز ، المجتمع الذي تسوده الماديه والإستهلاك هو مجتمع يشجع على العزلة لأنه لا يوجد حوار افكار بل حوار أرقام واشياء استهلاكية وحوار مفاخره بالسلع والسفر ، كل تلك الأمور نستطيع التحدث بها ولكن بعض النفوس لا تُطيق هذا النوع من الاحاديث ليل نهار ، والحاصل الان كل الاحاديث مبطنه بالتفاخر وامور بديهية ماديه ولكن البعض يُسميها إنجازات
العزلة ليس جميع الناس بحاجة إليها ، البعض صخب الحياة يناسبهم لأنهم فارغين ، فالعزلة هي مواجهة مع الذات ، وهم لا يريدون تلك المواجهة لأنهم لا يملكون شيء في عزلتهم يقدمونه لذاتهم
وهم لا يستطيعون إثراء الذات عن طريق العزلة ، بل الإثراء يحصلون عليه من الغير فالصخب يناسبهم
وتوجد فئة العزلة هي الراحة بالنسبة إليهم لأنهم يعتمدون على ذاتهم في كل شيء ويوجد الكثير والكثير من الأمور التي تُثري عزلتهم
هل سبق ان تعرفت على اشخاص يخافون من انفسهم وبالتالي يخافون العزلة ، لا يطيق المكوث مع نفسه ساعة فهو فارغ لا يوجد شيء يقدمه لنفسه
وهل سبق تعرفت على اشخاص ، العزلة بالنسبة اليهم اشبه بشخص يشتاقون إليه لأن لديهم الكثير والكثير لأنفسهم فالعزلة فرصة إستزادة من كل شيء فهو يمكث داخل عقله طويلا ويحب ذاته