asmaa-73 - Tumblr blog

[asmaa-73]

عامان مر عامان واليوم أتممت أنا عامين

سيظل قلبي دافىء مادمت أنت فيه وستظل الوردة الزرقاء تكبر داخله.

أحبك هذا العام

وكل عام أحبك

(٢٥ يناير ٢٠٢١)

[asmaa-73]

إلى الذي يضحك فيُسَكِّر دنياي.

دائما ما كنت أؤمن بالحب ولكني لم أشعر به يوما حتى جاء .. جاء كما كنت أتمنى وأكثر؛ أجمل شخصٍ في عيني.

أتحدث معه فأنسى دنياي التي أرهقتني واشتدت عليّ وعاندتني.

أتحدث معه فأنسى أحزاني وحظي السيء في الحياة .. كيف يكون سيء وقد ساقني إليه؟!

صباح الخير منه تحل كل شيء تُسقط همومي .. تشعرني أني أخف من الريشة، تخرجني من شرنقتي فراشة جميلة تطير من زهرة إلى أخرى وتحلق من بستان إلى بستان.

أتحدث معه فيهون كل شيء ويضحك كل شيء وأغفر أنا لكل شيء.

وحين يقول أحبك يزول خوفي وأشعر بوردة زرقاء تنبت داخلي.

(١٢ مارس ٢٠٢٠)

[asmaa-73]

ماذا تفعل الليالي بي؟ أشعر أن عقلي وروحي وكياني وجميع أفكاري تسقط في عتمة شديدة السواد! أرى جدران غرفتي وهي تضيق بي وتضغط علي وتعتصر قلبي! كأن جبلا من الهموم استقر فوق صدري. ماذا أفعل؟ كل الأشياء تحتاج جهدا كبيرا مني حتى البسيط منها. آخذ أنفاسي بمنتهى الصعوبة كأن الذي أستنشقه ليس هواء إنما شيئا أخر أثقل.

كم مضى لا أعلم، كم تبقى لا أعلم. ولكن مهما يكن أتمنى أن تنتهي حياتي الآن على أن أعيش ليلة أخرى بهذا الطول والبطء والقسوة

( ١ أكتوبر ٢٠١٩ )

[asmaa-73]

(يا ليل جبينك قمر نوره مسهرني .. بيني وبينك سفر والبعد يقهرني .. لو كان بعادك قدر طب إيه يصبرني وأنا اللي ف محبتك عطشان وزادي قليل يا ليل) على صوت رولا ميلاد وزياد سحاب أتذكرك، أهمس لقلبي أننا يوما ما سنلتقي وسننسى كلَ الألم، ستزول المسافات، وستنكسر الحواجز، ستكون لي وسأكون لك، سينتهي البُعد. حينها ستغني وسأرد عليك. نجلس ع رمال شاطيء في ليلة شتوية تحت ضوء القمر، وموسيقى الموج، ولألأة النجوم، أخبرك أن القمر بدر الليلة وجميل تخبرني أني أجمل، ننظر نحو نجمة كبيرة وبارزة نعطيها اسما ثم نتحدث كثيرا ف أمور شتى، نتكلم مثلا عن زراعة الأرز في روسيا أو طائر الدودو الكسول، أو مثلا عن كوكب بلوتو أو المشترى أو عن صفقة ريال مدريد الأخيرة، نتحدث في أي شيء حتى يغلبنا النوم أو نغلبه، ونتحدث من جديد. تغني رولا ميلاد مرة أخرى ويردد زياد سحاب نفس الكوبليه (راح مني لفين يا ليالي .. ورماني لمين يا ليالي .. دوبني وغاب يا ليالي .. ما عملت حساب يا ليالي)

[asmaa-73]

أحارب الحزن وحدي

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أدخل غرفتي وحيدا لا أقوى على شيء، أجلس على أريكتي، وأقلب في كتبي أحاول أن أستعيد شغفي للقراءة .. اقرأ عناوين الكتب جميعها ثم أبدأ في فر أوراقها ولكن أتراجع لا أشعر أني أريد ذلك على غير المعتاد رُغم أنه قد فات تسعون يوما أو أكثر ولم اقرأ سطرا واحدا .. اقرر التخلي عن تلك الفكرة والذهاب للنوم. أصل للفراش وأحاول أن أنام فتدق بابي الأحزان. أتردد قليلا قبل أن أفتح .. أحاول الهروب .. أحاول أن أنسى، أفكر في أشياء أخرى .. أحاول أن أنام، تدق بابي مرة أخرى، فاضع السماعات في أذني وأرفع الصوت، أحاول أن أنقل تركيزي للأغنية عساي أن أنسى أو أن تكف هي عن ملاحقتي، تنتهي الأغنية فاكتشف أني لم أستمع منها حرفا واحدا .. تدق بابي مرة ثالثة فلا أجد سبيلا أو مفر، أفتح لها تجتمع هي علي ثم تبدأ في محاصرتي تنقلني من ذكرى موجعة إلى خبر سيء ثم تستقر بي عند كوني وحيد، أصرخ أحاول أن أغمض عيني فأراها في عقلي أفتحها فتتشكل بجميع صورها أمامي .. ماذا أفعل ياربي؟ لماذا تحاصرني كل تلك العتمة؟ لماذا تكتم أنفاسي؟ وتقبض قلبي؟ اقرر ألا استسلم ألا أترك نفسي فريسة تنهشها المآسي والذكريات الموجعة .. ماذا لو شاهدت فيلما .. نعم إنها فكرة لا بأس بها .. افتح قائمة الأفلام على جهاز الكمبيوتر فلا أجد بينها ما يشدني فأتراجع عن الفكرة. ولكن ماذا الآن؟ سأحاول العودة للقراءة مرة أخرى. انتقل لملف كتب ال (pdf) أقلب فيها حتى تستقر عيني على رواية باسم "لا تقولي إنك خائفة" فاقرر قراءتها لعلي أتخلص من شعوري الدائم بالخوف الشبح الذي يطاردني. انتهي من الرواية بعد ساعتين ونصف.

سامية فتاة صومالية طموحة هدفها أن تشارك في دورة الألعاب الأولمبية في لندن وتصبح عداءة مشهور مثل محمد فرح، ولكن حال بينها وبين حلمها ظلم الحرب التي سلبتها كل شيء الحلم والأرض والبحر حيث كان يحظر عليهم الاقتراب من الشاطيء تقول سامية أنها رغم ذلك لمست البحر مرة واحدة. تقرر سامية ألا تستسلم ويساعدها صديقها عليّ في القيام بالتدريبات الشاقة دون أجهزة أو حتى طقم رياضي فقط تعدو حتى تشعر نفسها مثل ريشة يحملها الهواء. عاشت سامية بعد ذلك أياما صعبة بعد مقتل والدها إثر رصاصة من أحد جماعة الشباب. اكتشفت سامية فيما بعد أن قاتل والدها هو علي صديقها بعد انضمامه لهذه الجماعة. تقرر سامية أن تستمر وتحقق حلمها وحلم والدها. يأتي موعد المنافسة فتُمنع من السفر فتقرر أن تهاجر هجرة غير شرعية وتترك خلفها كل شيء؛ الوطن والأهل والأصدقاء والجيران تقطع الصحراء ثم البحر ولكنها تموت غرقا قبل الوصول إلى لندن.

يا إلاهي ما كل هذا الوجع؟ اعتذر لك يا سامية ولكنها رحلة مضنية في حياة ليست عادلة بالمرة

لم ينصفني اختياري للرواية. يُخيل إليّ أنها اتفقت عليّ معهم .. وليس هي فقط أعلم أن الكون جميعه يدبر مؤامرة ضدي وحدي .. ولكني لن استسلم كالعادة، أغلق جهاز الكمبيوتر وأحاول أن أنام فلا أستطيع .. أنظر لسقف غرفتي بصحبة أحزاني ولا أعلم كم مر من الوقت ولكنه كثير. ينهكني التعب وترهقني أثار قلة النوم فتتغلب هي أخيرا على الأحزان وتجعلني أنام .. استيقظ في اليوم التالي بصداع نصفي كالعادة ولكن أشكر الله على كل حال لأنه نجاني

[asmaa-73]

القلب يعشق كل جميل

أحب من الأشياء كل ما هو جميل ومطمئن يبعث الراحة في النفس ويزيل الخوف وينشر السلام؛ أحب نزول المطر، والشتاء، وأول الصباح، وصوت العصافير، وشكل الفراشات، أحب البحر والخضرة، وقوس قزح، أهيم في شكل السماء وقت الغروب، والسحاب، أحب القهوة والشاي والورد والشكولاتة. أشعر بسعادة كبيرة حين أشتري قلادة جديدة أو كتاب، ممتنة لكل من أهداني أي منهم دون أن يشعر حجم الأثر الطيب الذي تركه. أحب المزيكا، والكمانجات، وصوت العود. أحب الأفلام والسينمات، والكتب. أحب اللون الأزرق، وريال مدريد وأحب من يحب ريال مدريد. أحب الكتابة صديقتي الوناسة في أيام الوحدة والحزن والخوف والفشل. -فأنا لا أكتب غالبا إلا وأنا حزينة- أحب السلاحف رُغم عدم امتلاكي واحدة. أحب الأسماك رُغم اتخاذي قرار بعدم شراءها مجددا بعد موت سمكتي البرتقالية (نيمو) أحب الغزلان الصغيرة ذات العيون الكبيرة والنقاط البيضاء على ظهرها. أحب السفر، والتصوير، وقيادة السيارات. أعشق الطريق (والمشي) الذي طالما يزيل عني اضطراب نفسي وينتشلني من غمرة التفكير. أحب الوحدة رغم خوفي منها. أحب المانجا والفراولة والموز والعسلية والخبز الساخن (والشوربة) والمكرونة والتونة وطبعا السمك. أحب الغناء رُغم صوتي، وأحب أصدقائي رُغم تقصيرهم وأحب نفسي رُغم نقصي وأحبك رُغم عيوبك التي لا أراها، أحب الجمال والخير والحب والسلام؛ فاذكرني حين ترى أي منهم.

[asmaa-73]

أخذته الحرب كما تأخذ كل شيء جميل ...

أتذكر دوما حين كنت أحمله، ألاعبه، وأدلله. ألمس ثغره فيبتسم لي، أنظر في عينيه فيضحك. أتذكر كل مرة حاولت فيها أن أجعله ينام حتى لا يسمع أصوات الطائرات التي لا تكف عن التحليق ف سماء بلادنا أتذكر تلك الأغنية التي دائما ما كنت أغنيها له ( نم يا حبيبي الآن نم .. عن بيتنا غاب الألم ) ينام صغيري فاطمئن وتصحو جواره الأحلام التي طالما تمنيت أن تكون وردية لتخفف عنه، ولكن كيف تكون وردية في وسط طائرات وصراخ وصوت اصطدام وحطام. أعلم أنه يشعر بذلك كله أعرف أنه خائف. كان دائما يخفف عني رُغم سنه ويقول لا تخافي .. لا تخافي يا أمي الأرض لنا والله معنا. أتعجب من كلامه ولسانه كيف استطاع أن يفهم ذلك ويعبر عنه رغم صغره. ولكن أعود وأقول أي صغر وهل في فلسطين صغار جميعهم رجال يولدون فيحملون السلاح، أو الحجارة إما أن يدافعون أو يستشهدون وقد استشهد للتو طفلي أقصد رجلي.

:((((((

[asmaa-73]

أحاول اكتشاف نفسي..

فتاة عشرينية طموحة لا ترى من الناس إلا الجميل فيهم وتتعامل معه، أما الجانب السيء فتغض الطرف عنه لأنها تعلم أنها ليست كاملة ولا مثالية وبها من العيوب ما يعادل صفاتهم السيئة أو يزيد

تخاف كثيرا ومن كل شيء، تعلم أن الخوف هو عدوها الأول الذي طالما أفسد عليها الكثير والكثير من الفرص التي كانت قاب قوسين أو أدنى منها، تخاف من القرارات خاصة المصيري منها، تخاف من الغد، والمجهول وما يحمله، تخاف من الوحدة، ومن الألم والوجع، تخاف من الفقد، والضعف، توشك أن تقول الكلمة فتسحبها مخافة أن تندم عليها فيما بعد، تخاف من الأماكن المغلقة، والحشرات، ومن سرعة السيارات، ولكنها دائما ما تتظاهر بالقوة رُغم أن الوهن أكل منها ما أكل، وتركها هذيلة وحيدة في مهب الرياح، فتهتز وتخر قواها ثم تسقط مثل ريشة ف العدم.

تبدو روتينة إلى حد كبير؛ تستيقظ كل يوم ف تمام الساسة أو السادسة والنصف تنظر إلى سقف غرفتها ثم تغمض عينيها من جديد وتتمنى أن يكون يوما لطيفا خفيفا فهي ليست مستعدة للدخول في أي نقاش مع أحد وأولهم سائق التاكسي صاحب الجملة الشهيرة على زجاج السيارة الخلفي (خليك فاكر يا حظ إنك ملكش عليّا جمايل #مقصودة) وليست مستعدة للدخول في أي صراع مع نفسها. فتقرر أن تقلل الاختلاط والحديث مع الناس حتى يتحسن مزاجها الذي اعتادت على تقلبه.

تنهض من على سريرها تفتح نافذة شرفتها لتدع لنسيم الصباح منفذا إلى غرفتها وروحها. تصنع فنجان قهوتها وتجلس ف هدوء شديد وممتع مع صديقة كل صباح فيروز وأغنيتها الجميلة (أنا لحبيبي) تنتهي الأغنية وينتهي معها فنجان القهوة فتبدأ هي يومها بعد أن تأكدت أنها محصنة جيدا ومستعدة أخيرا لمواجهة الشارع اللعين

ترتدي ملابسها وقد اكتشفت للتو أن معظمها ما بين اللونين (البيج) والأخضر رُغم أنها تميل إلى الأزرق وتحب منظره. فتقرر شراء بلوزة أو اثنتين منه.

قد تضع أحيانا (الآيلينر) وبعض من (الكونسيلر) علها تتخلص من الهالات التي طالما أزعجتها. تعد حقيبتها ولا تنسى قبلة أمها وتخرج.

تسير قليلا حتى تصل إلى موقف السيارات فهو لا يبعد عن بيتها الكثير، تصعد السيارة وسريعا ما تضع (الهاند فري) في أذنها قبل أن تستمع إلى كلمة أو تُجبر على الدخول في نقاش. لا تمل من سماع نفس الألبوم (لكايروكي) تأتي عند المقطع (معايا مفاتيح كل البيبان لكن جبان) فتقرر تغيير الأغنية لتسمع مقطع أخر (قضبان السجن خوفك) فتتذكر عدوها الأول ومآساتها ف الحياة فتغلق الهاتف وتقرر الاستمتاع بالطريق ومشاهدة المساحات الخضراء الممتدة على الجانبين فلا ترى من النافذة شيء سوى الأحزان.

[asmaa-73]

تعلم يا عزيزي لقد أخذ مني الحزن الكثير، الكثير من البهجة والخفة والأمل وحب الغد وانتظاره جعل أيامي كلها متشابهة اليوم مثل الأمس وبالتأكيد سيشبه الغد القريب ولكن احقاقا للحق فهو لم يغادر دون أن يعطيني أشياء كما أخذ مني أخرى فقد ترك لي غصة في صدري اشعر بها كلما مررت بموقف مشابه من فقد لعزيز أو خذلان من صديق. لك أن تتخيل يا عزيزي أنني مررت بكل ذلك وحدي وليس وحدي فقط ولكن دون أن يشعر بي أحد أيضا، اعتزلت الناس أيام وجلست في غرفتي مع رفيقي الوحيد والأبدي (الحزن) أحيانا يسألني أتكرهينني وأنا من يجلس معك ويهون عليكي وحدتك؟ كيف يكره الإنسان ونيسه؟ وكيف يهرب من ضيفه؟ ألست ضيفك؟ ومهما طال بيننا الوقت أو قصر فإني راحل، وحينها سأبات وحيدا وأصبح وحيدا وتخرجين أنتِ من قوقعتك وتمرحين وتضحكين وتلعبين وتبدعين وتذهبين مجددا لمن خذلوكي؟ إذن لماذا لا تتحمليني تلك الأيام القليلة اليوم والغد ولربما بعد الغد أيضا وبعدها سأتركك وأرحل. تكرهين وحدتك وحزنك الذي هو أنا مع أني دائما وحيد. أي عدل هذا؟ اسكت بعد كل تلك الأسئلة الكثيرة يا عزيزي لا أعلم ماذا أقول. بعدها يبدأ حديثه معي من جديد تريدين أن تخرجي أن تذهبي لهم أليس كذلك؟ تخافين وحدتك فترمي بها لهم لكنك لا تخافي أن يخذلوكي مرة أخرى. أن يتركوكي وحيدة في ساحة الانتظار. تنتظرين كلمة منهم تهون عليكي أيامك أو ضمة تشعرك بالدفء وتنسيكي الوحدة أو عناق يسقط عنكي كل أحزانك. فلتنتظري إذن لأن لا شيء من ذلك سيحدث ولأني رفيقك الوحيد.

[asmaa-73]

أعلم أني ابتعد عن طريقك وانحاز، أعلم أني أميل وأحيد وأحيانا أخرج تماما عن المسار، أعلم أني ارتكب من الذنوب ما يهد الجبال ويفتت الحجر، أعلم أني اخطئ يا ألله. ولكني أعلم أيضا أنك حليم رحيم ستار. فاللهم لا تؤاخذني واعفو عني واغفرلي، ونجني يا ألله. لقد انهكني التعب وكسرني البعد وتخبطت في كثير من الطرق. سرت وحدي كثيرا ناجيتك في كل مرة يا ربي وكنت تسمعني، وتجبر خاطري، وتهون عليّ مصائبي ونوائب دهري. سامحني واعف عني فإنك تعلم أن لا حول لي ولا قوة فاهدني ودلني وباعد بيني وبين ما يُغضبك. تعلم أني أسقط دونك يا ألله فكن معي وساندني واحفظني. أتذكر كل مرة عصيتك فيها ومع ذلك كنت تسترني، فسامحني على تقصيري وابتعادي، واهدني بنورك إلى الصراط المستقيم.

[asmaa-73]

لا تنتظري ما لا يأتي يا صغيرتي

دائما ما كانت تنتظره تقول لنفسها سيعود. مرت السنون تلو السنين ومازالت تنتظر لا تستطيع أن تصدق فكرة أنه رحل، رحل وتركها تواجه العالم وحدها لم يلق نظرة وداع أو كلمة أو لمسة أو قبلة على يدها رحل في صمت شديد وهادئ كهدوء ملامحه وكلامه ومشيته ونظرته الجميلة الحانية. تحكي أنه دائما ما كان يخبرها ألا تتعلق بأحد لأن الكل إلى زوال ولا أحد يبقى لأحد فإن لم يتخلى عنكي ويتركك بإرادته ف من الممكن أن يأخذه منك الموت، الموت الحقيقة الأبدية التي لا يهرب منها أحد. لم تكن تعطي لكلامه بالا كانت مكتفيه به وبوجوده عن جميع الناس لم تتخيل أبدا أن يأتي يوم ولا تجده فيه، أو أن تُشرق الشمس ولا يشرق بوجهه الجميل عليها. ولكنه رحل، رحل يا عزيزتي دون وداع أو عناق أو نظرة أو قبلة أو رسالة، تكتبين إليه كل مساء تفاصيل يومك وكيف قضيتي ساعاتك الماضية بداية من احتساء قهوتك مرورا على جامعتك ومن ثم عودتك لبيتك وجلوسك في غرفتك وفي النهاية عتابك له وانتظارك رسالته. تكتبين له كل ذلك مرارا وتكرارا لم تملي من كثرة كلامك له، ولم يقرأ هو حرفا واحدا. وكيف يقرأ ورسالتك لم تغادر غرفتك؟ وكيف تغادر؟ ولأي وجهة ترسلينها؟ وهو الغائب ف بلد مجهول بلا عنوان. وبعد كل تلك الرسائل ما زال غائب ومازلتي تنتظري.

[asmaa-73]

لماذا تجتمع الأحزان معا؟

اسأل نفسي دائما لماذا تجتمع الأحزان دائما معا وكأن حزنا واحد لا يكفي؟ وهل تتفق علينا الأحزان؟ أم أنها طبيعة بشرية لا دخل للأحزان فيها؟ أم أنها مشكلتي وحدي وأنا فقط من تحب الكآبة فتستجمع جميع مآسيها متى حزنت؟ أتذكر يوم خذلني صديقي وعدت للبيت باكية أغلقت باب غرفتي وتوسدت سريري ورحت أبكي حينها تذكرت صفعة معلمي لي حين رفضت فتح يدي لأنال عقابي كباقي زملائي لعدم إحضاري الكتاب المدرسي ورحت أبكي. وبعدها تذكرت يوم امتحاني ف مادة الهندسة الفراغية التي أمقتها كثيرا حين خرجت باكية من صعوبة الامتحان وضعف إجاباتي ورحت أبكي وبعد كل ذلك تذكرت رد زميلتي علي حين طلبت منها أن أجلس جوارها لأني لا أرى شيء من الصفوف الخلفية بسبب نظري فردت علي في برود ليس من شأني المكان سيزدحم. ورحت أبكي ... يا ربي أما كان حزن واحد يكفيني يومها أليس خذلان صديقي لي بالأمر العظيم الذي يكفيني وينغص علي ليلتي وأيامي القادمة؟ ولكنها الأحزان لا تأتي فرادى تجلب معها بقيتها وتتفق علي وحدي، أو أنها الطبيعة البشرية التي تميل لاستخلص الحزن الدفين من أعماق النفس، أو أنها أنا من تتفنن في استذكار المصائب وتحب اكتآبها ووحدتها وعزلتها

[asmaa-73]

أصدقاء على ورق

كم هو محبط أن تحاط بهم ف أوقات رغدك وسعادتك وحين يمسك من الهم شيء لا ترى منهم أحد، وكأنهم أعتاب لبيبان مصائبك؛ تجد مصيبتك متى تخلو عنك. أتذكر يوما حين كنت في ميسرة من أمري أعيش حياتي الوردية في هدوء واستقرار أتذكر كم من الأصدقاء كانوا هنا هنا تحديدا جواري يضحكون ويتحدثون ويرمون بنكاتهم الكثيرة ظننت حينها أنهم دائمون سيظلون جانبي في جميع حالاتي سعادتي وحزني صحتي ومرضي بسطتي وضيقي حتى تغيرت أحوالي قليلا فتغيروا هم معي بالكثير لا أذكر أني وجدت غير واحد منهم على باب غرفة العمليات حين احتجزني الأطباء لإجراء جراحة لاستئصال زائدتي الدودية التي كانت على وشك الإنفجار، أتذكر أيضا حضور خمسة من أصدقائي فقط أو ستة حين احتجت للتبرع بالدم إثر تعرضي لحادث على طريق الإسكندرية. وبعدها علمت أنهم مجرد أصدقاء على ورق لا تجني منهم منفعة. حضروا مادامت الأمور وردية غابوا متى ساء الوضع.

[asmaa-73]

صديقي الذي افتقد

صديقي الرائع الذي أفتقد: إليك سلامي وبعد، لطالما كنتُ معك دوما على سجيتي وفطرتي لم أرهق نفسي لأتجمل أو أبدو أكثر لطفا أو تهذيبا لأنال إعجابك ورضاك عني، كنت معك كما أكون دائما مع نفسي صادقة، وعلى من أكذب وأنت أعلم بحالي مني، وإن لم تكن تراني فيكفيني شعورك بي وخوفك الدائم عليّ الذي يشعرني بأني لست وحيدة وكيف أكون وأنا لم أكن يوما وحدي فأنت دائما هنا؛

في فرحي تفرح وترقص ويبيض وجهك وتزينه ابتسامتك الجميلة وتظهر بعدها تلك اللمعة المضيئة ف عينيك.

اتذكر يوم اتصالي بك وأنا في قمة سعادتي بعد نجاحي في سنتي الأولى في الجامعة اتذكر جيدا نبرة صوتك التي شعرت حينها أنها حلقت في السماء لتقطع كل تلك المسافات وتضع على خدي قبلة،

واتذكر أيضا حديثك معي في ذكرى ميلادي العشرين كم شعرت في صوتك الأسى والحزن والعجز وقلة الحيلة، أعلم كم تمنيت أن تكون جانبي ذلك اليوم لا أستطيع ان أنسى رسالتك يومها "نفسي ابقى معاكي" والله يعلم أني افتقدتك يومها وتمنيت لو ان لي جناحان اطير بهما لأكون جوارك يقولون أن في كل سنة يوم ذكرى ميلادك ما عليك سوى أن تغمض عينيك وتتمنى أمنية وبعدها لا تأتي سنتك الجديدة إلا وجلبت معها تحقيق تلك الأمنية القديمة أعلم ان ذلك كله هراء ولكني فعلت ذلك الهراء حتى سقطت في الهاوية حين لم يتغير شيء وبقيت أنت هناك وبقيت أنا هنا،

أعترف أني سئمت العيش دونك نعم لا أخفي عليك سرا انا سئمت، أعلم أنني دائما من تهون عليك المسافات، أتذكر كلامي لك في ذكرى ميلادك التاسع عشر حين قلت لك "صديقي البعيد القريب رغم المسافات التي لم ولن تعجزنا" ولكني أعترف الآن آني عاجزة لا أقوى على فعل شيء مشفقة على حالنا،

كم من التفاصيل التي مرت دون أن تعلم عنها شيء أحزن حين لا أستطيع ان اشاركك تفاصيل يومي مثل انتظاري فستاني الأزرق زي الورود البيضاء، اعلم أني تحدثت معك عنه كثيرا ولكن أريدك أن تراه أن تشعر بشعوري، وكيف تشعر به عبر محادثة كتابية لعينة على شات الفيسبوك؟ كيف وأنت الذي لا ترى عيني وطالما كنت تقرأني منها، ولا تسمع نبرة صوتي وهي التي تحكي عني كل شيء. نعم اعلم أنك تعلم ان صوتي يتأثر كثيرا بحالتي ومزاجي السيء، دائما كنت تعرف أني لست على ما يرام من صوتي المكتوم الضعيف الهزيل.

في كثير من الأيام أبدو كطفلة خائفة لا تعلم ماذا تفعل اشعر أن مصائب الدهر صبت فوق رأسي وليس لي من أشاوره في أمري او استعين بنصائحة التي طالما وثقت بها وبه وأعلم أني آمنة ما دام وجوده لا أحمل من الهم شيء وأعرف أنه مهما اشتدت أوقات الضيق فهناك من هو جانبي لن يترك يدي أو يتخلى عني.

أتذكر حديثك لي في أزماتي لا تخافي يا صغيرتي سنتخطى كل ذلك وستحلو لنا الحياة وتبتسم.

لتعلم أني أشتاق لك الآن أشتاق لك ولعناقك وضمة يدك اشتاق لك بعدد الكلمات التي تحدثنا بها وبعدد أوقات الضيق والفرح التي كنا بها معا بحجم الأيام التي قضيناها سويا بحجم البحر والأرض والسماء

[asmaa-73]

رفيق الروح

صديقتي وبعد:

لطالما كنتي السند دومًا،

اليد التي تشدّ وتحنو،

القلب الذي يضم،

الكتف الذي يتسع لفرحي وحزني على السواء.

لطالما كنتي الصدق والصداقة معًا. 💜

فسلام على قلبك الطيّب حتى ألقاه

وروحك الحُلوة القريبة منّي ولي 👩‍❤️‍👩

صديقتي البعيدة القريبة رُغم المسافات؛ التي لم ولن تعجزنا

قد أتممتي اليوم عامك التاسع عشر ولكني أرى فيكي طفلة في التاسعة لا أكثر 🍃💚

أدام الله عليكي نقاء قلبك، وصفاء روحك، وصدق مشاعرك.

أدامك الله ليّ وفي حياتي مخلصة وفيّة، وجعلك دومًا رفيقة دربي، وصديقة فرحي، وأمينة سري، ومصدر ثقتي وفخري دائمًا. 🌸

كل عام وأنتِ أنتِ صديقة الأزمات والفرج.

صديقتي صديقة كل شيء: ادعي الله كما أدعوه أنا أن يجمعنا قريبًا وعلى خير. 👭💙

كل عام وانتِ بخير.

صديقتك. ❤️❤️

[asmaa-73]

وإن بعدت بين الأيادي المسافات فسيجمع الحب بين القلوب 💕

[asmaa-73]

يبقى الله حين لا يبقى أحد.

في كل مرة آتيه وهمومي ملء قلبي وفي كل مرة يعيدني مجبرة الخاطر.

أفقد الأمل فأرى إشاراته التي تبث فيّ الحياة من جديد.

اضل الطريق فيهديني بنوره حيث الإستقامة.

اسقط فيبعث لي من يأخذ بيدي ويعينني على مواصلة السير.

وبعد كل ذلك مازلت أعصيه ومازال يغفر لي.

فالحمد لله لأنه يعاملني برحمته لا بما يبدر مني.