ahmed-safa
الناس هم غربتي.
14 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
ahmed-safa · 4 months ago
Text
أنا الآن في السادسة والعشرين من عمري، لم أعد صغيرًا جدًا ابن عشرين عاماً ولا حكيمًا مثل ابن ثلاثين، كل قرار الآن مصيري، كل خطوة سأتحمل تبعاتها، محاط بالاحتمالات وأعلم ذلك جيدًا، ولكن تأبي نفسي إلا أن أقف بصدرٍ عارٍ لأخوض التجارب، ويلجمني الخوف كذلك لأنني إنسان يخشي أن يصيبه الوهن من كثرة الخيبات وطول التمنى، وأدعو الله من أجل أن ييسر لي الأشياء التي تناسبني وأناسبها فلا أشقى بها ولا تشقى بي.
أنا الآن في السادسة والعشرين من عمري، لدي أحلام حققتها بالفعل وكدت أقفز من الفرح لذلك، ولدي أمنيات لم تتحقق جعلتني أفقد إيماني وجلست بعدها أتسائل عن جدوى ما أفعل، ولا زال لدي طموحات لا أعلم مصيرها، ولكني على الأقل قررت أن لا أعجز، أن لا أنهزم، وأن لا أترك ما فقدت يعميني عن تثمين ما في يدي، وألا أعتقل كل الخيارات الأخرى وأنظر للحياة من زاوية واحدة ضيقة، وألا أفقد حسن الظن بربٍ كريم، وأستطيع أن أقول أني ممتن الآن لكل ما مررت به من تجارب جلعتني أكثر مرونة وخفة وثقل، وأشعر بالعرفان ليد الله التي ثبتتني في كل مرة كاد فيها قلبي أن ينفطر، إنه كان بي حفيًا.
أنا الآن في السادسة والعشرين من عمري، بسيط جدًا، بيت واحد سيسع كل لحظاتي السعيدة، فتاة واحدة يمكنها أن تغنيني عن كل الجميلات، صديق واحد يمكنني السير بجانبه إلى الأبد، اعتذار صادق يمكن أن يمحو من ذاكرتي كل المواقف السيئة، نصر واحد سيغنيني عن كل محاولاتي المبتورة، ولكن الحياة لا تسير في خط مستقيم كما نتمني، فقد يتهدم البيت فوق رأسك مرات لتعيد بنائه، وقد يفوتك الحب إذا تلكأت إليه، وقد يغيب الصديق، وقد يأتيك الاعتذار بعد فوات الأوان، وقد وقد.. تتشابك الأفراح والأحزان أحيانًا فلا يمكنك الشعور بأيًا منهما.
أنا الآن في السادسة والعشرين من عمري، ولا زلت كما كنت في الثالثة والعشرين، قويٌ بما يكفي كي لا أنهار، وأضعف من أن أمنع نفسي في كل مرة من البكاء، حكيم بما يكفي لأحسن التخطيط وأكثر رعونة من أن تسير حياتي في كل مرة وفق ما أخطط له، سعيدٌ لا أخرب صفو فرحة ولدت لتوها وأحزن من أن تنطلق ضحكاتي عن آخرها من القلب، أنا كل هؤلاء بداخلي؛ لأني إنسان، وأكتب لا لأؤرخ لمعاناة أو لمجدٍ شخصي، ولكن لأقول للعالم ها أنا.. لا زلت أكتب رغم كل شيء.
5 notes · View notes
ahmed-safa · 1 year ago
Text
في مرة من المرات، وكان يا مكان، كنت أستمع إلى شكوى امرأة كبيرة السن في المستشفى، وبعد انتهائي من الحديث عن تاريخها المرضي.. نظرت في عيني بجدية، وأشارت بإصبعها نحوي وقالت "أنت فاهمني كويس"، في الحقيقة لم ألاحظ أني أفهمها ولا شيء، ولم أضف شيئًا جديدًا عما قاله له الآخرون، ولكني فقط وضعت لها الكلام في سياقٍ واضح قليلًا، ثم شكرتني وانصرفت.
على الرغم من ذلك فقد كسرت كلماتها ملل يومي وأثلجت صدري في هذا الطقس الحار، ليس لأن ذلك يعني بالضرورة أني طبيب جيد، ولكني فكرت كم قليلة هي اللحظات التي يشعر فيها المرء أن هناك من يفهمه، وأن كلامه يسري في ذات المجرى الدماغي عند شخص آخر حتى يلتقيا في منتصف الفهم.
في الحقيقة لا أذكر كم مرة شعرت أن هناك من يفهم ما أريد التعبير عنه بالضبط، ولكني متأكد من أنها كانت لحظات فريدة من اليوفوريا أن هناك من أصاب كبد مشاعري وأفكاري الغير مرتبة أحيانًا.. ليكتشف ما يختلج في صدري.
أعتقد، وأنا هنا أتحدث عن نفسي، أنه قد يخطئ المرء في تقدير كلمة "أحبك"، لكنه لن يخطيء أبدًا تقدير كلمة "أفهمك"، تدخل في نقاش مع صديق أو حبيب.. إلخ فيقول لك أفهمك، وترد أنت في قرارة نفسك لا ليس هذا ما أقصد. بالطبع أن يبذل أحدهم مجهود ليقترب من فهمك دليل على حبه الصادق، ولكن ليس كل من يحبك بالضرورة سيفهمك للأسف.
هناك مصطلح في اللغة الإنجليزية العامية أحبه، سمعته لأول مرة عندما كان يصف أحدهم صديقته الحميمة قائلاً "she speaks my language". بالطبع لا يعني هذا أنها تتحدث لغته الأم فكلاهما يتحدث الإنجليزية، ولكنه يعبر عن فهمها الجيد له ووجود اهتمامات مشتركة بينهما.
المهم راودتني هذه الأفكار وأنا أقرآ الآن بعض الخواطر في كتاب لشخصٍ ما لا يعرفني ولا أعرفه، أعتقد أنه عبَّر عما في نفسي تمامًا كما أريد، ربما كان يمكن أن نصبح أصدقاءًا جيدين.
8 notes · View notes
ahmed-safa · 2 years ago
Text
أنا الآن في الرابعة والعشرين من عمري، هادئ الطباع، قليل الغضب، لا أميل للتحدث فيما لا يعنيني، أميل للصمت والاستماع مع من لا أعرفهم، صاخبٌ وسط من أعرفهم جيدًا، وشجاعٌ كفاية كذلك لأتقدم لقول ما أريد وأخذ ما أريد إذا لزم الأمر.
أدرب نفسي على الصبر، وعلى السير وحيدًا، وأحاول أن أدفع اليأس عني، لأني لا أعرف طريقة أخرى أراوغ بها الحزن سوى أن أواصل المسير.
أحاول أن أحيط نفسي بمن يشبهونني قدر الإمكان، لأن الحياة تصبح أخف عندما تجد من يفهمك، ولأنه لا ينبغي لحياتك أن تكون أشبه بمعركة فكرية مستمرة، وأعلم تمامًا أنه ليس من الضروي أن يري الآخرون العالم وفق تصوراتي الشخصية، ولا بأس في ذلك.
لدى أهداف.. لا أتحرك تجاهها بسرعة، ولكن على الأقل أتحرك، وأؤمن رغم تمسكي أحيانًا بتحقيق بعض الأشياء، أنها ربما لن تتحقق، وأدعو من أجل أن يرضيني الله بما كتبه لي.
أنا الآن في الرابعة والعشرين من عمري، لا أتحدث عما يدور في رأسي، ولا أكشف عن عوالمي الخفية بسهولة، ولا أستطيع مشاركة ما يؤرقني، لأني لم أعتد الانكشاف، المشاعر في عالمي غير محكيّة، وأعتقد أن الحياة كانت ستصبح أسهل لو أني تعلمت كيف أنساب بسهولة في مشاركة ما أشعر به، دون أن ألجم نفسي في كل مرة، ودون أن أحذر خطوتي القادمة كمن يسير في حقل ألغام، أليست الحياة مجازفة بطبيعة الحال؟
أنا الآن في الرابعة والعشرين من عمري، لم أعد أكتب كثيرًا، رغم أني قلت لصديقٍ لي ذات مرة أن الكتابة هي وسيلتي لتعريف ذاتي، ولولاها لما عرفت كيف أشعر بالناس والأشياء من حولي، وأن ما أكتبه بطريقة ما يصبح أنا في النهاية. لذلك لما تضاءلت رغبتي في الكتابة شعرت لوهلة أن عالمي ينسلّ من بين أصابعي، كأني توقفت عن أن أقص حكاياتي للعالم، فتوقف العالم بدوره عن أن يحكي لي قصصًا.
أنا الآن في العام الأخير قبل التخرج.. تعرفت على أصدقاء كثيرين في الجامعة، منهم من ألوّح لهم من بعيد، وأتمنى لو قربتنا الحياة أكثر، ومنهم من أعرفهم جيدًا.. أعرف قصصهم، عشت مآسيهم، رأيتهم ينهارون، ورأيتهم يعيدون بناء أنفسهم، رأيت الحزن يأكل فيهم، ورأيتهم كذلك سعداء، رأيتهم يحبون، ورأيتهم يكرهون، وقفنا جنبًا إلى جنب، وأعدنا ترتيب بعضنا البعض، وكانوا هم السبب في أن أؤمن بالخير في هذا العالم، وأحاول أن أقضي معهم وقتًا أكثر مدفوعًا بشعور أنه ربما لن تكون هناك فرصة أخرى لقضاء مثل هذا الوقت ثانيةً.
أنا الآن في العام الأخير قبل التخرج، نبتت لدي بعض الشعرات البيضاء في رأسي، تذكرني بها أمي وتمزح بأن عليّ الزواج قريبًا قبل أن أكبر في السن ولا تقبل بي الفتيات. وأفكر كيف ينساب الوقت أحيانًا بلا توقف، وكيف يستعصي أحيانًا على المرور، إلا أنني أستطيع أن أقول.. أني لا أتذكر الأوقات الصعبة بوضوح بقدر ما أتذكر أنها في النهاية قد مرت، وأعلم كذلك أن كل شيء مهما كان عسيرًا سيمر، وأقول لنفسي دائمًا.. "أن حظنا من ��لحياة وإن ساء.. أقل قسوة من الآخرين.. أقل بكثير.." تمامًا كما قالت رضوى عاشور.
أنا الآن في الرابعة والعشربن من عمري، وأكتب في خانة التعريف الخاصة بي على مواقع التواصل الاجتماعي.. "مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا.. "، وهو حديثٌ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أكتبه لأذكر نفسي على الدوام أني في رحلة الدنيا غريب وعابر سبيل، وأن الآخرة خيرٌ وأبقى، وأذكر نفسي بذلك لأهدأ وأرتاح.. تمامًا كما يرتاح المسافر في ظل شجرة رغم عناء رحلته.
87 notes · View notes
ahmed-safa · 3 years ago
Text
أحب سورة الواقعة، وبحب آياتها القصيرة المُركزة شديدة التأثير وقوية البيان، وبحبها لأنها من وجهة نظري لا تحتاج إلى تفسير للفهم، فهي واضحة كما هي، وبحب كيف تبدأ بذكر قيام الساعة، الأمر اللي بيشد الانتباه في أول السورة؛ فالأرض هتهتز اهتزاز شديد وتتفتت الجبال الراسخة فتصبح كالهباء والغبار المتطاير. وأحب كيف تقلب موازين الدنيا، وتوضح الحقيقة في بداية السورة.. {خافضةٌ رافعةٌ} وهو إن اللي كانوا في مكانة عالية في الدنيا ليس شرط إنهم يكونوا في نفس المكانة في الآخرة والعكس، لأن الميزان هنا في الآخرة هو تقوى الله وليس بالأموال والسلطة وغيرها من موازين الدنيا. وبحب كيف تقسم الناس ثلاثة يوم القيامة.. أصحاب الميمنة ممن يعملون الصالحات، وأصحاب المشأمة من المشركين والعصاة، وفئة أخري تسبق كل دول.. {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ*أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} وهم من كانوا يتسابقون في الخيرات في الدنيا وهم من سيسبقون إلى الله في الآخرة، وكل ما بتيجي الآية دي بدعي ربنا إننا نكون منهم بإذن الله.
وبعدها تبدأ السورة بتوصيف حال أهل الجنة في الأول قبل توصيف أهل النار، ترغيب ورحمة من الله، وأن أهل الجنة في الآخرة متكئين على الأرائك، ليسوا في شغل ولا تعب كما كان حالهم في الدنيا، وكيف يطوف عليهم ولدان مخلدون بكل ما يشتهون وكل ما يطلبون، فكل ما يتمنون متاح ولن ينفذ أبدًا، حتي الخمر في الآخرة ستتبدل صورتها ولن تُذهب العقول كما هو حال خمر الدنيا المحرمة على المسلمين. وب��دها توصف السورة حال أهل النار.. بأنهم اليوم في مشقة وتعب، وليسوا كما كانوا في الدنيا مترفين، ويشربون من حميم؛ ماء شديد الحرارة لا يروى ظمأ، ويأكلون من طعام لا يغني من جوع.
وبعد وصف حال أهل الجنة والنار، تذكرني السورة بأن الإنسان لا حول ولا قوة له إلا بالله، فالمني في أرحام النساء لا نقدر نحن على خلقه بل يخلقه الله بشرًا.. {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} وما نزرعه في الأرض ينبته الله بإذنه فضلاً منه ورحمة، والذي إن شاء لجعله حطامًا.. {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} والماء العذب الذي نشربه وينزل من السماء، لا قدرة لنا نحن بإنزاله، والذي لو شاء الله لجعله أجاجًا مالحًا فيفسد الثمر والزرع.. {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ}.. والنار التي جعل الله لنا فيها منافع، لا نستطيع إيجادها إلا بإذنه {أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ}
وتنتهي السورة بمشهد الموت.. {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ*وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ*وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} ويتحدي الله فيه الكفار أنهم لن يردوا قضاءه عنهم، ولن يستيطعوا إرجاع الروح إلي الجسد مهما كذبوا وعصوا.. {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ*تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ونتذكر مآل الإنسان بعد الموت.. فأما أن يكون من أصحاب اليمين، ممن يدخلون الجنة، أو أن يكون من المكذبين الضالين، فيدخل النار.
ترتيب السورة بهذا الشكل، والآيات القصيرة اللي بتوصل معاني كبيرة، بتؤثر فيا كل مرة أقرأ فيها السورة او استمع ليها، ويزداد يقيني بإعجاز القرآن وبالآية في سورة الإسراء {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.
5 notes · View notes
ahmed-safa · 3 years ago
Text
أنا الآن في الثالث والعشرين من عمري، أنا الآن أكثر إتزانًا من أي وقتٍ مضي، أستطيع أن أرسم صفاتي الشخصية بيدٍ ثابتة، وأحدد مواضع ضعفها وقوتها بوضوح، كونت من خيالاتي وتجاربي الشخصية أفكارًا واقعية أستطيع أن أتحدث بها بصراحة، دون تردد أو ندم، وأؤمن تمامًا أني لست دائمًا علي حق. أحلامي أستطيع أن أتخذ تجاهها خطوات ثابتة وواضحة دون أن ترهقني بكونها مجرد أحلام.
أنا الآن في الثالث والعشرين من عمري، راقبت نفسي وهي تعبر من ذات إلى ذات، ومن عالم أفكار إلى عالم أفكار آخر، ولاحظت اهتمامي يخفت مع الوقت لأشياء كنت أحبها و يزداد لأشياء أخرى لم أكن أتوقعها، ومراحل التغيير كانت كعادتها مربكة وتتطلب الكثير من المرونة والحزم. وأتمنى أن يكون لدي من روح المغامرة ما يكفي لأجرب كل ما أتمناه دون أن أعول علي الزمن، ودون أن تفتح التجارب بابًا للغربة على قلبي، وأن أقابل في حياتي من الظروف والأشخاص ما يدفعني لأجدد شغفي كلما انطفئ.
أنا الآن في الثالث والعشرين من عمري، مرت عليّ لحظات من الحزن الشخصي، حزن لا يمكن مشاركته، حتى إن كان العالم هنالك أمامك لتحكيه فلن يخفف هذا من وطأته، ويؤسفني أن هناك من الطرق ما يجب عليك أن تخوضها فقط وحدك، تمامًا كهذا الحزن، ولكنني مع الوقت تعلمت أن أتوقف عن رؤية الحزن شاعريًا ورومانسيًا، وإن كان هو كذلك بالفعل، حتى لا تجرفني مشاعري.
مشاعرك بإمكانها أن تكون مخادعة، وبوسع الحزن أن يصبح مخزونًا فنيًا لقول أفضل الكلمات دلالة وأجملها بيانًا، فالحكمة تخرج من قلب المأساة، ولكنه مع الوقت سيستولي عليك، ويجعلك تبصر الألم في كل شيء دون أن ترى الفرص، والحياة لا تتطلب منك ذلك. ورغم ذلك أستطيع أن أتفهم أنه من الصعب أحيانًا أن تقبض علي الأمل في الفترات الأولي التي تعقب الصدمات، وأدعو من أجل أن يتمكن الجميع من الإيمان بالبدايات الجديدة.
أنا الآن في الثالث والعشرون من عمري، قويٌ بما يكفي كي لا أنهار، وأضعف من أن أمنع نفسي في كل مرة من البكاء، حكيم بما يكفي لأحسن التخطيط وأكثر رعونة من أن تسير حياتي في كل مرة وفق ما أخطط له، سعيدٌ لا أخرب صفو فرحة ولدت لتوها وأحزن من أن تنطلق ضحكاتي عن آخرها من القلب، أنا كل هؤلاء بداخلي؛ لأني إنسان، وأكتب لا لأؤرخ لمعاناة أو لمجدٍ شخصي، ولكن لأقول للعالم ها أنا.. لا زلت أكتب رغم كل شيء.
8 notes · View notes
ahmed-safa · 4 years ago
Text
أنا الآن في الثاني والعشرين من عمري، في هذا العام استقبلت العالم بروحٍ شائخة، خططت رغم ذلك، أن تشغل نفسها عن الألم بجدية السعي، ولكن الأمور لم تمض لها بهذه السلاسة.. سلاسة تدفق الفكرة ذاتها في رأسي، فرغم ذلك لا زلت لا أستطيع أن أمشي عدة خطوات دون أن أتوقف لأنظر إلى الخلف، تلجمني الذكرى أحيانًا، ويقبضني الحنين.. أتوقف.. أنظر للخلف.. وأدرك بمأساة أني لم يعد لي مكان وسط هذه اللحظات التي لطالما كانت شخصية جدًا.
وعلمت كذلك أنه لا جدوى من الحنين سوى نبل التجربة البشرية، فلكي تكون نبيلًا عليك أن تتألم، وأن مَن صنع الألم منهم وحوشًا.. يخفون خلف ضراوتهم قلوبًا هشة.. تلين حينما تبحث عن الخير فيهم. ولكن، عليك كذلك ألا تقدس من حزنك للدرجة التي تحب فيها ألمك، أمضِ مهما حدث، مهما كانت ��طواتك ثقيلة.. بطيئة.. تحرك.
أنا الآن في الثانية والعشرين من عمري، وأكتب في خانة التعريف الخاصة بي علي فيس بوك "الناس هم غربتي"، فالمحبة لا ترتد في الفراغ كما لو أنها لم تكن، واللحظات الجميلة والونس لن تتحول إلي رماد، والذين أفلتوا يديك علي حافة الطريق لم تتأثر بخذلانهم سوى لأنك أحببتهم بصدق، وستخبرك ذكرياتك السيئة بسخرية في النهاية أنها رغم قسوتها صنعت منك إنسانًا، تعالَ واشكرني، لن توجد فردوس على الأرض أبدًا.
أنا الآن في الثاني والعشرين من عمري، أحاول أن أخفي هشاشتي دائمًا عندما أكتب، رغم أني أخبرت أحدهم ذات مرة أن الكتابة فعلٌ شجاع، وأن الكتابة تبدأ عندما ينتهي الكلام، ولكني أمسح أحيانًا ما أكتب، ولا أكتب دائمًا كل ما أريد، وما أكتبه ليس سوى اختلاس مباغت مما أريد أن أقول، وكم تمنيت أن أتخلي عن نضج البالغين، وأقص حكاياتي بسذاجة طفل في الخامسة من عمره.
أنا الآن في الثاني والعشرين من عمري، ويقول درويش "أنا للطريق" ، نعم.. أنا أيضًا سأهب نفسي للطريق، للذٍة خاطفة، وصدفة جميلة، وفرحٍ عابر، وعناقٍ حنون، سأهب نفسي لعمق الحزن، لخصوصية التجارب، وعاطفة العشاق عندما يتعلقون بقشة، سأهب نفسي للطريق.. وأعلم أن أمامي الكثير لأفهمه، وأني لن أفهم كل شيء دفعة واحدة، وأن"من لا يحب الآن.. في هذا الصباح.. فلن يحب" كما قال درويش كذلك.
3 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
في طريقي النهاردة عشان اجيب أكل، كنت نازل بالعربية على غير العادة يعني، كنت في حالة من الحنين الجارف لأشياء لا أستطيع تحديدها بالضبط، مهدي سرعة العربية لتسمح لي بالتجول ببصري يمينًا ويسارًا، والسماء كانت رمادية بدورها هي كمان لتكتمل اللوحة الفنية التي تجبرك على الحنين رغم أنفك، وبينما أنا كذلك أتجول ببصري، لاحظت إني بكتشف محلات جديدة لأول مرة، رغم إني بعدي من هنا دايمًا بشكل شبه يومي، وبعد ما توقفت بالعربية عشان الإشارة، وبينما أنا بتساءل هو أنا كبرت في السن ولا ايه، توقفت أمامي في الإشارة عربية معرفتش نوعها بمجرد النظر ل��كلها زي عادتي، وبعد ما دليلي احتار في معرفة نوعها، اكتشفت إنها شكل جديد نزل من نوع عربية كنت بحبها ومتابعها زمان، وهنا أتاكدت إن العضمة كبرت فعلًا، مش مجرد هاجس، وخصوصًا إن العربيات كان لها نصيب كبير من ضمن الأشياء اللي بتستحوذ على شغفي.
من فترة كنت بقرأ في كتاب ل��لال أمين اسمه "العالم ٢٠٥٠" كان بيقول إن العالم الآن أصبح سريع جدًا بفضل التكنولوجيا، ونتيجة لهذه السرعة والمميزات اللي بنحصل عليها في مقابلها هيكون في قيم بنفقدها، مفيش حد هيقفل اللعبة، زي مثلاً كان بيقول إن أم كلثوم وعبدالحليم كانوا متربعين على عرش الأغنية المصرية لفترة طويلة من الزمن وما زلنا بنفتكرهم لحد الآن. أما دلوقتي، رغم التقدم التكنولوجي في تسجيل الأغاني، صعب تلاقي حد من الأجيال الجديدة اللي هتطلع هتلاقيها مثلا بتشغل اغنية لعمرودياب وتقول ياااه كانت أيام حلوة، زي ما جيلنا بيعمل دلوقتي وبيسمع أم كلثوم وبيدندن أغانيها ولسة بيفتكرها، صعب إن أغنية تكمل وتفضل تشتغل في القواهي والكافيهات زي أغنية أنت عمري مثلا لأم كلثوم، ومش بس كده لو سمعت أغنية للست شغالة بالصدفة هتعرف إن دي أم كلثوم حتى لو مبتسمعلهاش. كان بيقول ان ده هيحصل نتيجة للسرعة التي يمضي بها العالم، وإن كل يوم فيه جديد. كان بيقول كل ده وسنة إصدار الكتاب ٢٠٠٤.
أعتقد إن كلام جلال أمين مثير للتأمل حتى لو مش هتتفق معاه، ويبدو إن الزمن بدأ ياخدنا في دوامته بالفعل، العالم أصبح يمضي في طريق آخر بعيد عننا، ويمضي بسرعة كمان، مش هتعرف تلاحق في عز انشغالك وتفضل مُلم بكل صغيرة وكبيرة بتحصل في العالم، تقريبًا كده هيجي اليوم ونبقى احنا كمان دَقة قديمة، زي ما كنا بنتهكم على الجيل القديم. ويبدو إن دي كمان سنة كونية من سنن الكون، مش هتعرف تجيبها بشطارتك.
3 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
أحب الفن وأكرهه، اليوم شاهدت فيلمًا يتحدث عن الحنين، البطل فيه كان كاتبًا، علاقته بخطيبته لم تعد تسير علي ما يرام بعد أن ظن أنها الشخص المناسب له في البداية، وكان يكتب رواية عن تاجر يعمل في متجر للحنين يبيع تذكارات قديمة، يعود البطل في الفيلم كلما دقت الساعة الثانية عشرة إلي زمنٍ آخر كان يتمنى التواجد فيه، ليقابل مثله الأعلي في الكتابة همنجواي الذي يخبره أن الحب القوي يصرف عن التفكير في الموت، ويقابل أدريانا التي يقع في حبها ويجد فيها كل ما يريد، وبالفعل يترك خطيبته ويريد أن يعيش معها في زمنها.. ولكن من ستقابل حتى تعثر على أدريانا خاصتك؟ إلي أي مدى سنمشي في الطريق الخطأ حتي نجد الطريق الصحيح؟
انطلقت في رحلة، كانت سيارة الأجرة تسير بي في طريق جميل، الشمس وقت المغيب، والشجر على جانبي الطريق، أستطيع أن أكتب عن ذلك وصفًا دقيقًا، ولكن سبقني الكثير في وصف الغروب، بالتأكيد كان هناك شخص عاشق وشاعر مرهف مر من هنا قبلي.
قرأت رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، كان يناقش فيها سؤال وجودي حول حياة الإنسان وكيف يصبح سعيدًا من كل قلبه، وكيف أن شخص يملك الكثير من المال لا يصبح سعيدًا، ويتزوج من المرأة التي يحب ولكنه يكف عن حبها فيهجرها، ويهيم بحثًا عن السعادة، نجيب أعطانا تعريفًا جديدًا لنوع آخر من التسول.. تسول الحياة، ولكنه ترك نهاية روايته مفتوحة، ولم يعط جوابًا. كيف ستصبح سعيدًا من كل قلبك؟
اليوم استمعت للموسيقى المفضلة لي، يصبح كل شيء جميلاً بها، حتى أنني أستخدمها في علاج الصداع، تجولت ببصري وأنا أستمع لها، شاهدت شخصًا يبتسم لصديقه، ابتسامته الخفيفة وهو ينظر إليه في ود بالموسيقى أجمل، فكرت في نفسي أن الحديث إلى شخصٍ يفهمك هو من أكثر الأشياء سحرًا على الأرض، وكم سيكون جميلًا لو امتلأت شوارعنا بالموسيقى.
الموسيقى ساحرة، والقراءة أحبها، والكتابة وسيلتي للتعبير، ومشاهدة الأفلام تعطيني نموذجًا للحياة التي أحب أن أعيشها، ولكن لازلت أبحث عن إجابة أخرى.
أحب الفن وأكرهه..
6 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
البشر في حاجة دائمة لشخصٍ ما يكون عزاء ليهم عن بشاعة العالم، وفي حاجة كذلك للشعور بالاهتمام من الدائرة المقربة منهم، بس الدنيا بتلهي الناس، ومش كل طريق هتمشيه هتلاقي حد واقف في ضهرك، وهتضطر تخوض تجارب كتير لوحدك، هيجي الوقت وهتلاقي أصحابك ماشين في طريق تاني غير طريقك، وهتحس بغربة وافتقاد الشعور بالدفا اللي بيمنحهولك وجود الناس حواليك، بس دي سنة الحياة، بس في نفس الوقت هتحتاج دايمًا أصحابك دول يكرروا سؤالهم عنك وعن أخبارك في التجربة دي اللي بتخوضها لوحدك، وجودهم بالسؤال عليك بيمنحك شعور جميل، لأن ببساطة أي حاجة بتعملها مش بتبقى في إطار اهتمامهم، وبعيدة عنهم، بتخليك تفقد جزء حلو من شعورك تجاه التجربة.
إمبارح كنت متفق أنا وواحد صاحبي إننا نروح مكان ما مع بعض، و��قضي المشوار ده سوا، بس هو تعب ولقيت نفسي محطوط في الموضوع ده لوحدي، راودتني نفسي إني اأجع ومش شرط أروح.. وافوت الرحلة دي، بس بعد ما أربكني التفكير لعدة لحظات في إن الرحلة مش هتكون لطيفة وانا لوحدي، قررت إني هكمل وخلاص، وبالفعل في بداية المشوار كنت حاسس بالوحدة شوية، لحد ما اتعرفت في منتصف الرحلة تقريبًا على شخص جديد، واتكلمنا شوية، والكلام جاب كلام، وخضنا في مواضيع كتير كشفت لي عن شخصية جميلة، وكملنا الرحلة للآخر جنبًا إلى جنب، مش عارف هل هو كان كمان كان متفق حد ومجاش ولا لأ، بس عايز أقول إني لم أعد أخشى السفر وحيدًا بعد الآن.
وطبعًا هذا لا ينفي حقيقة الفقرة الأولى إنك هتفقد جزء من حلاوة التجربة لو خضتها لوحدك، وهتحس بالغربة لو ملقتش حد يطمئنن عليك فيها، بس عسى إننا نلتقى بالغرباء العابرين ممن يشبهوننا ويخففوا عننا وحشة الدرب اللي هنمشيه لوحدنا دايمًا.
2 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
في كل مرة تحدثت فيها مع الناس، بدا لي أن كل من استطاعوا الحديث بأريحية عن أزماتهم كانت هذه هي طريقتهم الوحيدة للتشبث بالأمل، وعند مرحلة معينة ربما آمنوا أنه من الممكن أن يصبح العالم مكانًا أفضل، وبالفعل كان العالم سيصبح مكانًا أفضل لو تحدثنا إلى بعضنا البعض، ولكننا لسنا جميعًا نملك من يقدر على تفهم مأساتنا الوجودية. بينما الآخرين ممن لا يملكون رفاهية الحديث عن الحزن.. علموا أن الشفقة المجانية تجاه الذات هي الضريبة للحوار عن الأزمات، وكانوا قد فقدوا الأمل بالفعل من عبثية التجارب، ومات الكلام على شفاههم في كل مرة أرادوا فيها الحديث، وبقى صمتهم المربك وأحاديثهم الغامضة العدمية هو رسالة استغاثتهم الوحيدة التي يبعثنوها للعالم ومن حولهم. يمرر الناس لبعضهم البعض رسائل استغاثات كثيرة، في الصمت والسخرية والضحك الهستيري، ويبدو أن من آثروا الصمت كانت جعبتهم مليئة بالحكايات التي فات أوان سردها، وبحذر زائد وحساسية مفرطة لم يريدوا أن يطفئوا ما تبقى من الحماس فيمن حولهم. وأنا كذلك، جعبتي مليئة بالحكايات التي فات أوان سردها، وكانت نتيجة ذلك هي الاغتراب، الاغتراب عن الذات، والشعور المأساوي بالوحدة غير المبررة، والصمت رغم الرغبة في الحديث، والضجر المفاجئ في اللحظات التي كان علي فيها أن أتواجد بكل كثافة وسعادة ممكنة. إن معظم الأوقات التي كان من المف��رض أن تغمرني فيها النشوة من الرأس إلى القدم لم أكف فيها عن الشعور بالعدم. وأستطيع الآن أن أفهم أن المأساة الوجودية لبعض البشر ربما ستؤول إلى ما لا نهاية، وأن الإيمان وحده هو القادر على وضع حد لهذه النهاية، ربما.
1 note · View note
ahmed-safa · 5 years ago
Text
مع زيادة الوعي بالصحة النفسية، وسماع مصطلحات كتير زي التنمر وغيره في الآونة الأخيرة، اللي هو شيء جيد بالمناسبة، ولكن للأسف الحلو مبيكملش، بدأت تنتشر بعض الكليشيهات من كوتس ومقولات السوشيال ميديا، اللي بتعزف برده على وتر الصحة النفسية، ولكنها للأسف بشكلٍ ما، بتروج للأنانية وتمحور الإنسان حول ذاته، وبالتالي بتخلي الإنسان يفقد شعوره بالمسئولية تجاه الآخر، ويبقى بني آدم بأف، والنتيجة في الآخر إننا بنرجع لنفس النقطة في النهاية.
في الطريق لحفاظ كل شخص على صحته النفسية وسلامه النفسي، الناس بدأت تهمل في مشاعر الناس حواليها وتقول يلا نفسي.. أهم حاجة أنا، قيمة المسئولية بتتراجع في المجتمع بحجة إن كل شخص بيختار نفسه.
فلان الفلاني فيه بيني وبينه سوء تفاهم.. مش مهم أبررله.. هوجع دماغي ليه.. أهم حاجة صحتي النفسية.. كده كده الناس كلها بقت بتحب تعيش دور الضحية.. إلخ، وغيره بقى كتير مواقف على نفس الشاكلة.
اهتمامك بمشاعر الناس حواليك، والتفاهم بالحوار الراقي، هو باند مهم للحفاظ على الصحة النفسية ليك وللناس، وزي ما د. مصطفي محمود كان بيقول.. " نحن لا نملك سوى أن نهون على بعضنا الطريق". ففرقوا يا جماعة بين الأنانية واهتمامكوا بسلامكوا النفسي.
2 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
لا أتذكر أبدًا، أنني تحدثت بمنطقية مع شخص يشكو لي من قسوة العالم، ولا تخيلت في مرة أنه يبالغ، لأنني أعلم أنه في لحظةٍ ما، من تسارع الأحداث، يشعر المرء بأنه وحيد جدًا، ولا يريد فقط في هذه اللحظة سوى أن تكون بجانبه. عيناه باهتتان، من كثرة ما اختلط فيهما من غضب واستياء، من حنين وضعف ��هشاشة، وأنت هناك بجواره لا تجد ما تقوله، تحاول أن تختار كلماتك بعناية، تواسيه رغم أنك مقتنع تمامًا في قرارة نفسك، أن ما يقوله صحيح، وتعلم، كذلك، أن الكلمات ليست دائمًا ذات قيمة أمام حزن أحدهم. ربما لن تستطيع أن تمرر تجربة مفيدة لشخص حزين، ولن تستطيع إنقاذ كل شخص يائس بالضرورة، ولكن على الأقل، يجب أن تشعر بالأسى تجاه كل شخص، متعب جدًا، خذله العالم ولم يجد فرصة للهرب، وأن الكلمات، فعلاً، ليس لها قيمة أمام حزن أحدهم، ولكنعلى الأقل يجب أن نقولها، وأن الاستماع الجيد لبعضنا البعض، أحيانًا هو كل ما نملك.
2 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
معظم الأشخاص الأكثر لطفًا الذين قابلتهم في حياتي، مترددون، لا تكاد الأرض تثبت تحت أقدامهم من قلة ثقتهم بأنفسهم، قلوبهم محطمة، ورغم ذلك، تُدفئ كل من يقترب منهم، أياديهم مدماة، ولكنهم يشدون بها على أكتاف الغرباء في حميمية لا مثيل لها، يحملون هم العالم بينما تستمر الأشياء في الانفلات من بين أيديهم، تائهون لكنهم يحملون منارات الهداية لغيرهم، خذلتهم الحياة، وستظل تخذلهم، لأن قدرتهم على العطاء ستفوق دائمًا رغبتهم في التخلى. تحدثت إلى الكثير منهم، وصادقت بعضهم، وتساءلت في كل مرة لماذا لا يعطي العالم لهؤلاء فرصة كافية لإثبات أنفسهم. جميعهم سخروا، بعدمية، مما آلت إليه الأمور، وأولئك الذين تظاهروا منهم بالقوة، صمتوا، ولكنهم بكوا في النهاية عندما اختلوا بأنفسهم. الغضب بداخلهم تراجع إلى مكان بعيد، لم يعد بتلك الحرقة التي عهدوها في البداية، ولكنه تحول مع الوقت إلى حزنٍ باهت، عادوا إلى عالمنا، ولكن أشياء منهم لم تعد معهم، وأشياء عادت بلون مختلف. أتمنى لهم أن يتعلموا الابتسام من جديد.
9 notes · View notes
ahmed-safa · 5 years ago
Text
أنا الآن في الحادي والعشرين من عمري، لا أجيد التثبت، قدماي مترددتان، تعلمت الصمت، وفهمت مع الوقت أنه أفضل من أضيع مجهودًا في جدالاتٍ لا تستحق، خذلتني الأشياء التي أحببتها لأنني تمسكت بها أكثر من اللازم، ويقول أصدقائي أنني أبدو أكبر سنًا مما أنا عليه.
أنا الآن في الحادي والعشرين من عمري، لم أصل لشيء، لأنني لم أكمل أي شيء إلى نهايته، يصيبني الضجر من فرط ما أفقد إيماني، وأحيانًا تنتهي الأشياء رُغمًا عني من تلقاء نفسها، الحياة لم تكن حاسمة كما توقعتها. وفي عالمي موسيقى حزينة دائمًا في خلفية المشاهد، تعلو وتهبط ألحانها في رأسي الفوضوي، حلمت بتغيير العالم، رسمت بخيالي أشجارًا في الأراضي البور، ومررت الحب، بعينىّ، لكل غريبٍ في الطريق، وظننت، كما ظن الجميع، أن مستقبل عظيم ينتظرني. كنت مخبولاً يغني نشيد الحياة، سأوقف الفساد الذي يتفشى في جسد العالم كسرطان، وبعد كثيرٍ من التذاكي والإنكار الساذج.. تحولت إلى شخص عادي، مُروَّض، وعليّ، كما يفعل الجميع، أن أتصالح مع الأشياء التي لا يمكنني تغييرها.
توقفت عن القلق منذ وقتٍ طويل، وأدمنت اللامبالاة حتى لا أصطدم مع هزائمي القديمة، عددت ذلك انتصارًا، وأدركت في النهاية أنها لم تكن سوى هزيمة جديدة، ولكن، لا زال فيّ بعضٌ من شعور، علي الأقل لا زلت أبكى حين أرى مآسي الآخرين، هذا العالم لم يستطع أن يدمر كل شيء بعد.
أنا الآن في الحادي والعشرين من عمري، الكثير من الأشياء تلتف حول عنقي لتخنقني، الوقت، الحلم، العمل، النجاح، الحب، الخوف من الخطأ، الوطن، الدين، الذكريات، الناس.. الكثير من الأسئلة تطبق على أنفاسي، وكلما ظننت أنني تخلصت منها تعود لتفرض نفسها من جديد. إن جزءًا من إنسانيتي يذبل كل يوم.
أنا الآن في الحادي والعشرين من عمري، لم أغير العالم، ولكنّي لم أخسر، كلانا لم ينتصر على الآخر، خسرنا نحن الاثنين، ووقفنا ننظر إلى بعضنا البعض في رثاء، معركتي لم تكن مع العالم، ومعركته لم تكن معي. فقلت له.. أتمنى أن يأتي مَن يخلصك مما أنت فيه. ويقول هو.. تمنيت لو لم تكترث.. تمنيت لو لم تقترب أكثر من اللازم.
أنا شخص عادي جدًا، بسيط جدًا، خذلني العالم وخذلته.
4 notes · View notes