2cn-u

[2cn-u]

لا أعلم حقاً إن كنت قد أحببتك، أم أنني فقط اعتدت عليك حتى صرت جزءاً من عادتي اليومية، أم ربما كنت وسيلةً أسدّ بها فجوة الفراغ الهائل الذي يلتهمني ببطء. أشعر أنني كنت أحمل لك شيئاً يشبه الحب، لكنه لم يكن ناضجاً بما يكفي، لم يكن واضحاً بما يكفي. تركتك لأنني ظننت أن البُعد هو الخلاص، والآن أنا هنا، أشتاق إليك. لكن هل أشتاق حقاً لك أم أشتاق لما كنت أجد معك؟ سؤال يلتف حول روحي، يعصرني ��لا يجيب.

[2cn-u]

[2cn-u]

البعد العاطفي عن صديقك المفضل يشبه السير في شارع مألوف أصبح فجأة بلا ألوان. كنتم تلتقون في منتصف الطريق دائمًا، لكن الآن تجد نفسك وحيدًا، وكل محاولات الاقتراب تبدو وكأنها تسير في دائرة مفرغة.

تشعر وكأن المسافة ليست جسدية بل داخلية، مسافة بين قلبين كانا ينبضان بتناغم، والآن كلٌ منهما يعزف لحنًا مختلفًا. الأحاديث التي كانت ممتعة ومليئة بالحياة أصبحت مجرد مجاملات، والمواقف التي كانت تقربكما أصبحت تمر بلا أثر.

تراقب كيف تبدلت الأمور بصمت، وكأنك ترى مشهدًا يتلاشى أمام عينيك دون أن تملك القدرة على إيقافه. ليس هناك غضب أو كراهية، فقط شعور ثقيل بالفراغ، كأنك تفقد جزءًا من نفسك شيئًا فشيئًا.

[2cn-u]

في الليل، حيث يسكن الصمت وتتراءى الأفكار، أرغب في شخص يشاركني تلك اللحظات قبل النوم.

من يستمع إلى قلبي، ويقرأ ما بين سطوري، ليكون الحديث بيننا سكونًا ممتلئًا.

[2cn-u]

الصباح الذي لا تسمع فيه "صباح الخير" من فم تشتهي تقبيله، يبقى ليلاً حتى أشعار آخر.

[2cn-u]

‏في بعض الأحيان تجد نفسك في غرفة مزدحمة، محاطًا بكل شيء، ومع ذلك تشعر وكأنك تشاهد الحياة من خلال جدار زجاجي - الجميع يتحركون، ويضحكون، ويتواصلون، وأنت فقط تراقب. موجود، ولكنك لا تنتمي تمامًا.

[2cn-u]

أستيقظ في الواحدة صباحًا كمن انتُزع من عتمة قبره ليواجه بصيصًا باهتًا من ضوء قديم، لا يمت للحياة بصلة. يثقلني الصمت الذي يحيط بي كقيد أبدي، لا أسمع إلا نبضات قلبي المرتجفة وكأنها تدق ليشهد هذا الليل، تشهد لحظة انبعاثي كجثةٍ أبصرت الدنيا بعد دفن طويل.

أشعر وكأنني عالق في ما بين عالمين؛ عالم أحلامي الثقيلة التي أثقلتها خيبات الأمل، وعالم اليقظة الموحش الذي لا يرحم. أتخبط في أفكاري كأنني في بحر أسود، أُحاول التمسك بشيء، أي شيء، لكن لا شيء سوى فراغ بارد يطوقني.

ينتابني شعورٌ مرير، أنني لست حياً حقًا، وإنما شبح يتجول في أروقة عقلي المنهكة.

[2cn-u]

لم يعد يعنيني ما إذا كان الغد سيأتي أم لا،

فإن كان الليل هذا قائمًا وحسب،

وإن لم يكن بعده إلا عتمة أخرى،

فلا حاجة لي بالصباح ولا بقسوته المتجددة.

[2cn-u]

كأنه يسكن في ظلامٍ عميقٍ يملأ أعماقي.

[2cn-u]

[2cn-u]

[2cn-u]

يمكن بدّي ياك، وانت منَّك عارف شو بدّك.