#��الد يوسف
Explore tagged Tumblr posts
bahaayoussifhigazy · 7 years ago
Text
حكايات مفعمة بالمصرية : المقال الثاني
أرض أبو غريب /
في ايامي الأخيرة اصبح الصباح و أمسي المساء امام عيني كل موعدهما ، لا أدري حقيقةً متي يقع مطلع الفجر ، و لا أدري اين يقع في ساعات اليوم تحديداً مغيب الشمس ، في النهاية الاثنين يحدثان امام عيني ، و في الاغلب اسير في الشارع في اوقات تنام فيها الكلاب الضالة التي يجب ان تركض خلفي ، و اعود لمنزلي الي سرير مباشرةً بعد طوال السير و التوكل في دروب الله و شعاب الارض ، كنت أظن مثلاً ان في اوج نيران الشباب لربما يصيبني لفحة رومانسية ، فأدرك قيمة ان اري شروق الشمس ، و لكن شروق الشمس اصبح أمراً مؤسفاً للغاية و لا يثير الرومانسية داخلي ، اذ ان مع بداية اليوم ، يتضح لي انني بدأت قبل ان يبدأ اليوم ، و في مشهد الغروب ، شئ من القسوة علي من هم مثلي ، اشعر فجاءة ان اصبحت انتهي قبل انتهاء اليوم نفسه .
و لأن ميزان القصة يقبع في الكلاب الضالة ، عليّ ان أعبر عن تصوراتي في سلسلة البحث عن الروح المصرية التي اكتبها الان من خلال الكلاب الضالة ، و ان اسرد لك بالضبط ما هو مقدار مصريتي ، بتلك العلاقة التي نشأت من ايام الصبا مع تلك الكلاب الضالة بالتحديد ، و كيف ان وجود الكلاب الضالة يعني سرعان غيابي ، و وجودي يعني ان المكان بلا كلاب ضالة تقريباً .
تبدأ القصة بايام الطفولة البعيدة للغاية ، عندما كان اهلي يقولون لي ان جميع الشوارع و المباني و الجدران قبل ساكنيها بالمنطقة التي أسكنها هي ملك لي تقريباً ، لان عائلتي هم اول من سكنوا المكان ، و بالتالي كان من الغريب ان اري الاطفال في تلك الحارة التي كان يقبع فيها منزل جدتي لامي يقولون علي قطعة ارض " أرض ابو غريب " ، و كنت كثيراً اطوق لاري الحقيقة ، هل هناك عائلة اخري سكنوا المكان قبلنا ام لا .
و كنت ابحث في شرود واضح علي وجهي اذ حلقت الكرة في السماء و هبطت علي تلك الرقعة التي كنا نجاورها في ساعات اللهو اليومية ، فقد كانت تلك الارض في مكان يصنع منها ملاذاً لكل اطفال المنطقة تقريباً ، الا و هو انها تقع بين شارع السوق و شارع المخزن ، و كانت عبارة عن شارعان متعامدان ، احدهما و هو الواصل بين المخزن و السوق الذين كانوا في توازي تام ، و الاخر كان عمودياً علي الاول ، و يبدأ منه و ينتهي بان يكون متفرعاً من المخزن ، لتجعل من تلك الارض ذات شكل بين الدائري و المستطيل او مستطيل استبدل احد اضلاعه بقوس دائري .
كانت الارض يغيب عنها ��لسيارات ، و الباعة الجائلين ،  وسيارات الروبابيكا و المارة في الطرقات ، و كانت طوال النهار ارض ذات مكانة في قلوبنا جميعاً ، و كان استمرار الارض في موقعها و خلوها من الابنية و غياب اسباب توقف المرح عاملاً رئيسياً في ميل الاغلبية من الناس علي انها موقع جيد لكي نتخذه ملهي لنا .
يأتي الليل ، تصحو الكلاب الضالة و تتخذ من ارض المرح اعشاشاً لها ، بعد ان تتجمع اسراب الكلاب ، يأتي الجان السفلي فيسكن عرشاً بين هدم البيوت و اكياس القمامة ، و يصبح فجاءة بين كل تلك الجنة التي صنعتها ساعات اللعب جحيم الاطفال ، و يكفي ان تقترب لبضع امتار كي يركض خلفك اسراب الكلاب و يجعلوك نادماً علي كونك حياً من الاساس .
لسوء الحظ كنت أحب اللعب في الشارع في تلك السنوات ، سنوات التكوين ، و اقول لسوء الحظ لانني كنت امتلك كل الخيارات التي تقول لي ان اصبح انساناً ذو تجارب افضل ، السير من المنزل الي النادي مثلاً الذي كان متاحاً ، البحث عن رفاق لديهم اب و ام واضحين فلا يستطيعوا مثلاً السب و اللعن ، التقرب باناس قد يتفهمون موسيقي باخ او حتي رسومات دافنشي ، كنت ابحث عن شخص يحفظ اسماء شخصيات ميكي صحيحة ، و لا يعتقد ان هناك مشاهد جنسية محذوفة من المجلة بين زيزي و بطوط ، لمجرد ان احدهما زيزي ، و لم يكن ليشك في ميني لانها فأر و لا يدري كيف يمارس الفأر الجنس .
ذات يوم كنا نلعب لعبة تسمي 31 ، و كانت تلك اللعبة تشترط علي ان يكون احد اللاعبين بينهم جميعاً ، يحاول قطع الكرة و هي تمر بينهم ، بينما هم يعدون من 1 الي 31 ، فاذا قطع الكرة و اعطاها لاحد غير الذي قطعها منه ، نزل الاخير في المنتصف ، و بدأ الناس العد مرة اخري ، اذ انتهي العد ، يصبح الذي في المنتصف خاسراً ، و بالتالي يقوم باختيار الذي عليه ان يكون في المنتصف ، و تستمر اللعبة حتي تصبح بين شخصين ، يقومان بلعب ركلات الترجيح ، و الذي يفوز بالطبع يقوم باختيار الشخص الذي عليه ان يكون في المنتصف ، و لكن هذه المرة ستعاد اللعبة مرة اخري .
و الذي حدث ان عددنا الكريم كان يسمح لنا ان نلعب تلك اللعبة من صباح يوم جمعة ، حتي الساعة الحادية عشر ليلاً ، و في تلك اللحظة التي لمست قدمي و صيحت فيها " 31 " ، كان من تبقي في اللعب انا و كريم ناصر ، كان كريم يسكن حارة منزل جدتي لامي ايضاً ، و كان يسكن في منزل ابناء عرفة ، و كان كريم علي رغم من سنه القريب لي بين الجميع ، كنت احسبه الد اعدائي ، اذ انه لم يسمح لي ذات يوم ان اقول ان مدرستي لا ينجح فيها الطلاب بالغش مثل باقي المدارس الخاصة ، تصعيداً للامر و اعتباري ادافع عن نفسي و ليست المدرسة ، و انني احاول ان اقول انني لم اغش حرفاً من قبل ، و علي الرغم من كوني في الصف الرابع الابتدائي في ذاك الوقت ، الا انني قررت ان اقطع رقبة الاوزة ، و اقوم بهزيمته لانه بشكل مباشر و صريح " جعجاع " .
يبدو في الجة الاخري ان كريم كان يخطط بنفس الدرجة من الضغينة و الكراهية ، و كنا قد قررنا بضئالة احجامنا و اطوالنا ان نسمح للكراهية ان تسع الكون كله ، و ان نقول بصراحة ان كل ابن عاهرة فقط يجب عليه ان يخسر باعتبار الاخر ابن عاهرة ، و ان اي محاولة لفعل غير ذلك سنرفضها علي حساب الكرة نفسها ، و ان كان التعادل يعني عدم الخسارة فسيفعل احدنا شيئاً في الاخر لكي يصبح التعادل ليس الا هزيمة لنفسك لانك لم تسحق الاخر ، كانت المنافسة تشتعل ، بينما كان الجميع ينتظر ليعلم من هو الفائز في هذا الصراع الذي امتد اكثر من اثنا عشر ساعة .
وقفنا ، قمت باحراز هدفين من ثلاث ، و قام باحراز هدفين من ثلاث ، عندما قومنا بالاعادة ، اصبت الثلاثة ، و هو اصاب الثلاثة ، قام صديق لنا يسمي عبد الله بالوقوف كحارس مرمي مشترك ، و بالتالي قد يحسم ذلك الامر ، وقف و احرزنا جميع الاهداف ، لم يبقي سوا كرتين مقابل كرتين ، و من ثم ذهبنا لمرحلة كرة مقابل كرة ، و كانت كرة كريم بعد ان ضاعت الي خارج المرمي ، فرصتي في احراز الهدف المنشود ، و في تلك اللحظة وقفت ، تأهبت للفوز ، و سرعان ما ركلت الكرة ، تتخطي الكرة المرمي التي تشكلت من حجرين يبعد احدهما عن الاخر باربعة اقدام ، و تستمر في السير ، حتي تصل أرض ابو غريب .
بعد الفوز الساحق ، وقعنا في مشكلة صريحة هي ان الكلاب ركضت خلفنا جميعاً ، و لم نكن لنعكر قرار الكلاب في الركض خلفنا ، فقومنا بالركض بالطبع ، كنا نركض لكي ننقذ ما يمكن انقاذه ، كان كريم يخشي ان يسرق احدهم اي شئ منه ، فكان يخبئه في ارض ابو غريب في مكان ما ،  اما انا كنت الشخص الذي ذهبت كرته في ارض الجان ، و لم يكن لدي فرصة لاحصل علي اي نوع من انواع النهايات السعيدة و الرحيمة دون الرجوع بكرتي الي المنزل ، لم يكن هناك اب يعتقد ان سلامة الكرة اهم من ابنه لكي احمل هم ذلك ، و كذلك امي ستسئلني هل انا بخير ام لا ، و لكن غيرتي علي ما املك هي من دفعتني لتلك الرحلة ، مع ألد اعدائي .
يومها و انا تقريباً ابن لعشر اعوام او تسعة ، كنت وقفت مع جار لي و يماثلني في العمر ، نكره بعضنا بعضاً ، قررنا ان نذهب الي ارض ابو غريب ، هو ليجلب اشيائه ، و انا لكي أجلب الكرة التي قمت باضاعتها ، و لكي اختصر عليك اسباب غيابنا الطويل ، الارض كانت لها مساحة يصعب اضائتها بالاضاءة المحيطة ، و بالتالي بها الكثير من المناطق الغارقة في الظُلمات ، اما الكرة ، فالحقيقة سقطعت علي عمود خرساني بعيد بقليل من الارض ، و في النهاية اصبحت هباءاً منثورة .
كنا نبحث نحن الاثنين تقريباً في اتجاهات مختلفة ، نتفاجئ اثناء السير بان كلباً هنا ، فنسير بخفة و هدوء رهيب لكي لا يركض خلفنا ، و ركض خلفنا رغماً عننا كلاب كثيرين ، كنا نغرق في غابة شكلتها القمامة و الكلاب و هدم المنازل ، و استمرت الرحلة الغامضة حتي افترقنا رغماً عننا ، حيث بقي كريم في مكان مرتفع و انا في مكان منخفض بعض الشئ ، و سيرنا نظن اننا نسير في توزاي ، و عندما اختفي من جانبي ، بدأت فكرة اننا تخطينا القمامة و هدم المنازل و بعض الكلاب ، و ربما دخلنا عالم الجان .
كنت اري منازل من بعيد جداً بعيني ، بعضها منازل اقاربي ، و بعضها منازل اصحابي ، و لكني لم اكن ادرك ما حولي ، بل كل ما هو بعيد ، و كان صديقي التائه ابحث عنه و لا اجده ، و لا اجد الكرة ، و لا الابله الذي يخفي اشيائه عديمة القيمة في مثل هذا المكان قادر فعلاً علي ان يجد اشيائه في ليل كاحل شديد الظلام كهذا الليل .
و في النهاية يا سيدي ، رأيت يد تمسك بيدي و تصيح في " انت بتعمل ايه هنا " ، كانت تلك في الحقيقة اسوء احاسيس الخوف في حياتي ، المشكلة الرئيسية ليست جدتي لامي التي أمسكتني بعد ان عاد كريم اليها و ابلغها انه فقد اثري و توهت في ظلمات ارض ابو غريب ، بل الحقيقة كانت ان جدتي كان تعلم أمري الذي كنت اخفيه ، هو انني اخاف من الكلاب الضالة .
عندما جائت جدتي صرخت باعلي صوتي في الحقيقة حتي اسمعت كل من يستطيع سماعي صدي صوتي مرات و مرات ، حتي انني من الخوف كنت شعرت بنشوة السكران من اغمائي من هو الموقف ، و سرعان ما ايقظني من الاغماء البطيئ ادراكي ان جميع الكلاب الضالة قد وقفت ، و لكن ثبات جدتي كان يحميني ، و بالتالي لم تركض الكلاب ، و لكنها كانت تزجر لكي تنقض علينا ، وقفت جدتي و كانت علي يمناه تحمل عصا ، تلك العصا باختصار تهديد كافي لكل تلك الكلاب ، اعطتهم ظهرها و كانت تسير بي عائدة للمنزل ، و عندما عودت وجدت اخر اثار الكرة فوق عمود عالي بعض الشئ بالنسبة لطولي وقتها ، و لكني شعرت بان النصر الذي حققته ستشهد عليه ارض ابو غريب ، عودت و لمحت حقيبة نظيفة و علمت انها اشياء كريم بالفراسة و التوقع ، و كانت بالفعل اشي��ئه ، و اعطيته الحقيبة في اليوم التالي .
في كل يوم تقريباً قرابة الساعة الخامسة اهبط من منزلي ، اجد طفلاً لا يعلم انني اخاف من الكلاب الضالة ، و لكنه يقولي لي " كابتن ينفع تعديني ؟! " ، اخذه و اعطيه نصائح غالية في التعامل مع الكلاب ، كانت جدتي لامي تقولها لي دائماً ، و لكني لم افعل منها اي شئ ، و بالرغم انني احفظها و لا افعلها ، لكني استفيد منها ، و اقوم باهدائها لكل الناس من حولي ، و يبقي سر ارض ابو غريب و الكلاب الضالة مع ثلاث ، جدتي ، كريم ، و انت يا عزيزي القارئ .
كُتب في تاريخ ١٣/١١/٢٠١٧ يوم الاثنين ، القاهرة بهاء الدين يوسف حجازي.
0 notes
elyomnews-blog · 8 years ago
Text
حجازي يلتقي لأعضاء هيئة التدريس بالكلية الفنية العسكرية
حجازي يلتقي لأعضاء هيئة التدريس بالكلية الفنية العسكرية
كتبت نجوي يوسف
إلتقى الفريق محمود حج­ازي رئيس أركان حرب ال­قوات المسلحة بأعضاء ه­يئه التدريس بالكلية ا­لفنية العسكرية ، وذلك­ في إطار المتابعة الد­قيقة لإستراتيجية التط­وير والتحديث التى تنف­ذها القوات المسلحة لت­طوير العملية التعليمي­ة داخل الكليات والمعا­هد العسكرية .
واستمع الفريق محمود ح­جازى إلى عرض تقديمى ت­ضمن التطوير العلمى فى­ المنظومات وإساليب ال­تعليم الحديثة وإرتباط­ها بتحقيق…
View On WordPress
0 notes