<في حين أن الرواية العامة أن يُقال أن هذه الحروب فضحت النفاق وهيمنة العلمانية؛ فالحقيقة أنها أبانت عن مدى "الوَهن" الذي ذكره النبيّﷺ فبمقدار الحرص على الدنيا ضاع دين الناس والحقيقة أن هذا أخطر من أن يموت المسلم وهو ثابت على دينه، كنت أظن أنهم مُحاصرون فإذا بي أيضًا محاصر لكن شتان أن تحاصر بين إخوتك وبين اللئام>
لا أحب أن أنشر الوقائع المؤلمة اليومية من حياة إخواننا في غزة لمجرد تهييج العواطف، فالتهييج دون عمل يتبعه = انكسار وإحباط ثم تبلد !
ولستُ ممن ينادي "أين أنتم يا مسلمون؟" وكأن من يسمعني يملك أن يطفئ النار ولا يحتاج إلا التحميس أو التقريع. فدون إطفائها مراحل من رفع الذل والتدجين المكرس عبر عقود طويلة.
لكني أنشر مثل هذه الوقائع لكي لا ننسى، ولتتعمق الفجوة النفسية بيننا وبين أعدائنا و"حضارتهم" الملعونة وقيمهم السافلة وأفكارهم واتفاقياتهم ومواثيقهم التي لا تساوي شبشباً في قدم
طفل من أطفال غزة.
أنشر هذه الوقائع حتى لا تطيق نفسك أن تمتد يدك لتصافح شريكاً في الجريمة من بني جلدتنا، ولا تبتسم له ولا تجامله، لتصل إلى القطيعة مع حزب الشيطان. فإن نصر الله لا يتنزل ونحن متماهون مع المجرمين راكنون إليهم إيثاراً للحياة الدنيا.
"أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي و أنا في حاجةٍ لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها أيأس من فكرة أنها ستنقضي، و أني سأظل أعيش في متاهاتها كثيرًا، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل."
مفيش حد قال هيفضل وفضل ؛ ومفيش حد قال كلمة حلوة وعمل بيها ؛ مفيش حد قال شيليني حمولك وماشتكاش بعدين من تقلها ؛ ومفيش حد حسيت إنه عايز يسمعني علشان حابب يسمع مش علشان واجب عليه ؛
مفيش حد دخل حياتي وخلاني أحب نفسي أو حتي حسسني إني أستاهل اتحب ؛ صديق أو حبيب
مفيش حد فكر يديلي اللي احتاجته وقت ما احتاجته 🖤,, ✍
أتألم، وهذه قوتي، أتفائل، وهذا نضالي، أبكي، وهذه مرونتي، أكافح، وهذه مرؤتي، أصرخ، ولا يسمعني العالم، أتذكرك، وهذا عزائي بك، وحيدة، وهذه معركتي، أرتحل، وهذه معرفتي، أناجي الله، وهذه مواساتي، أضجر، وهذا هو رفضي، أقلق، وهذه تعاستي، أشعر، وهذا هو دليلي، أبالغ، وهذا هو إهتمامي، أحاول، وهذا هو توازني، يخيب أملي، وهذه نيراني، أرغب، وهذه صعابي، أصمت، وهذه جمرتي، أخاف، وهذا يكفي لمواجهة العالم.
وإن الغاية من الزواج هي الونس، أن أضع يدي بين يديه ولا أضطر للبحث عن يد أخرى لتواسيني، أن ألجأ إليه حين أود الحديث؛ وأستأنس به حين أريد الصمت، أن أجد قلبًا حانيًا وقويًا يعرف قوت يومي، ليس اللقمة والعيش فبإمكاني أن أحصل عليهما به أو من غيره، لكن قوت يومي في وجوده، أن أعود من عملي وأنا أعلم بأنني سأرتاح بجواره، وأيضًا أن يعود هو من عمله وهو متلهفٌ لسكنه ومدرك كم سيصبح مطمئنًا معي، أن أنكس رأسي وأخر بقوتي أمام تلك الخلافات والمشاحنات وأتخطاها من أجله هو، نعم لأنه معي، يسمعني، ويشاركني، يفهمني، ويبحث معي في كل مرة عن حل، أن تعلم ��ن بجوارك أحد يساندك فكرة في حد ذاتها منصفة، فكرةٌ مقدسة للذات، ومعينة في السبل، نعم لست وحيدة ستمحي تلك الكلمة من قاموسي وأبصر كل الأمور به، ستجد أحدًا تشاركه الطعام، وتستأنس به في الحديث، عقلٌ جوار عقل، وقلبًا مربوطًا بقلب، يدًا تداوي وقلبٌ يحن، روحٌ تعين ونفسٌ تطمئن، شخصٌ يهون وأخر مؤمنٌ بأنه مهم.. هذا هو الزواج ونسًا وأنيسًا ومأنوسًا به..
الموضوع بيبقى صعب ، بس بتمنى يبقى عندي شخص أعرف أحكيله كل حاجة بصراحة ، شخص لما يسألني "انت كويس؟" أعرف أرد ب"لأ" و أشرحله ليه و إيه مزعلني، شخص أعرف احكيله إيه اللي جوايا بالظبط ، شخص يشجعني أتكلم عن مشاكلي معاه حتى لو مش هيعرف يحلها كفاية انه يسمعني
سأقل لك أتمنى لو أن لدي شخصا لا اعرفه ولا يعرفني ولا احد يعرفه ولا يعرف اني اعرفه أذهب إليه من حين لاخر اشكي له يسمعني ولا يجيب ولا يقاطعني ابكي على صدره يهون علي ولا يسألني عن سبب بكائي وبعد أن انتهي نعود غرباء كما كنا
بكفر وبرجع في اليوم الواحد ميتين مرة. مش بربنا لأ، لكن بالحياة كفكرة، وبالبشرية كنوع.
أول مرة كفرت كان يوم فضّ رابعة. الكُفر الطفولي المقموص دا اللي حاطط إيده في وسطه وبيدبدب في الأرض ويزعّق للسما: "انت إله انت؟ سايب اللي بيحبوك يتدبحوا كده وواقف تتفرج؟ أكيد انت مش وجود، ولو موجود ما تستحقش العبادة". كنت بدرّس وقتها في جامعة الأزهر، وشايفة الطلبة بتوعي بين اللي أهله ماتوا أو اتقبض عليهم واللي قلبه م��روق. واحد منهم قعد في المعتقل بعدها ٧ سنين. كان اسمه خالد. مهذب وبشوش. والناس بتهتف افرم يا سيسي، وأمي في البيت - مسكينة - بتعلق صورة الجنرال. المنقذ. بس أما وريتها صور، بكت، بس ما شالتش الصورة.
كنت صغيرة. حزينة وغضبانة.
المرة دي إيماني بيه ما اتزعزعش لحظة. علاقتنا نضجت كتير. بطلت قمص مبدئيًا، بقيت أقول وريني. وريني. مستغربة شوية من نفسي بصراحة، بس برجع واقول مشواري ابتعادًا عنه ورجوعًا إليه كان طويل وشاق. اختبرته واختبرني مرارًا، شافني وشفته مرارًا، بوشوشنا المختلفة، ف معنديش أي شك في وجوده، ولا في رحمته، ولا في حكمته، ولا في قدرته.
عارفه إنه بيحب يعقّدها قوي وبعدين يحلّها. بيحب الـ كام باكس الملحمية. بيحب يستعرض فيها قدرته، السيناريست المدهش العبقري اللعبي. عارفة إنه مش بس حاسس بينا - كلنا، أشرفنا وأنجسنا - في اللي حاصل دا، لأ، دا عايشه من خلالنا. وإنه، كالعادة بيرتب لحاجة مدهشة. السؤال بقى امتى؟ سؤال إنساني جدًا. ويمكن دا اختبار الإنسانية الحقيقي. الزمن. الحفاظ على نسبنا الإلهي واحنا خاضعين للزمن ومزنوقين في أعمارنا المحدودة ومش عارفين هنعيش لحد ما نشوف العدالة ولا لأ. هنشهد الكام باك دي ولا لأ. دا اللي رفضته السماوات والأرض والجبال وأشفقن منه؟ حقهم بصراحة.
وحملها الإنسان..
شفت إنسان بيتبرع بتلاتين جنيه وإنسان بيحوّل اللي حاصل لحملة دعاية ذكية وخسيسة. إنسان بيدافع عن المعتدي أملًا في نفحة، وإنسان بيخاطر بكل ما يملك عشان يقول كلمة حق، أو يغرس فسيلة والناس بتجري من أهوال القيامة. إنسان بيحاول تحقق إنجاز سياسي بوضاعة مدهشة، وإنسان خايف على اخواته في الإنسانية، وعلى بكره، وع الحاضر. شفت كتير. بقول لنفسي يمكن دي فكرة الحياة أصلًا! اختبار كل السيناريوهات الممكنة. كلّها. مش بس الحلوة أو العادلة أو الشجاعة. لازم انحطاط، وسفالة، وانتهازية وقمع. مكوّنات أساسية في كيكة الحياة الكبيرة المدهشة. في كيكة ربنا الكبيرة المدهشة. كيكة لا يمكن تناولها إلا برّه الزمن.
ماري في الطريق. آخر ليلة قضيتها معاها كانت في أول الموضوع خالص، وكنت مفلوقة من العياط ودايرة في البيت زي الوحش الحبيس بخبط دماغي في الحيط. محشورة في أسئلتي. أروح رفح ولا أفضل هنا أكتب واترجم وأودّن؟ هل أنا في المكان الصح؟ هل أنا بعمل كفاية؟ هل اللي بعمله دا ليه لزمة؟ هل أنا عايزة أبقى مفيدة، ولا عايزة تبقي بطلة؟ فين هبقى أفيد؟ مكانش عندها رد، بس عينيها كانت طيبة وصادقة.
ماري مش متابعة كويس. أهلها في فرنسا طبعًا دماغهم مغسولة حد التقرّح، وهي حاسة بيا مش عارفة تواسيني. من شوية على استحياء سألتني لو ممكن تيجي تطمن علينا وتعمل لي كيكة شوكولاتة. وافقت. شفته فيها. شفت ربنا فيها. وجهه الحنون، ذو الجلال والإكرام، هيكون عايز يقعد جمبي ع الكنبة النهارده يراقبني بإشفاق وانا بتابع المظاهرات والضرب جوّه وبرّه، يسمعني بشتم وبزعّق ويرّد عليا بانجليزية مكسورة "اتس أوكيه والله. اتس أوكيه"، يعمل لي كيكة شوكولاتة، وياكلها معايا، برّه الزمن.
"أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي و أنا في حاجةٍ لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها أيأس من فكرة أنها ستنقضي، و أني سأظل أعيش في متاهاتها كثيرًا، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل."
"يكفيني من ربي أنني إذا وقفتُ بين يديه رافعةً إليه مسألتي شاكيةً إليه حاجتي سكبَ على فؤادي شعورًا مثل دَفق البرَد، فأثلج بهِ حزني ولو طال انتظاري، وردم هُوّة ضَعفي فأزاح افتقاري، وزاد إيماني بوعدهِ الحقّ بالإجابة ولو استمرَّ تِيهي أعوامًا كثيرة.
سبحانهُ ربّ النهار الذي يشقّ به لونَ الفجرِ العتيم، يسمعني ويؤنسني أنّه بي عليمٌ رحيم."
وإن الغاية من الزواج هي الونس ؛ أن أضع يدي بين يديه ولا أضطر للبحث عن يد أخرى لتواسيني ، أن ألجأ إليه حين أود الحديث ، وأستأنس به حين أريد الصمت ، أن أجد قلبًا حانيًا وقويًا يعرف قوت يومي ، ليس اللقمة والعيش فبإمكاني أن أحصل عليهما به أو من غيره ، لكن قوت يومي في وجوده ، أن أعود من عملي وأنا أعلم بأنني سأرتاح بجواره ، وأيضًا أن يعود هو من عمله وهو متلهفٌ لسكنه ومدرك كم سيصبح مطمئنًا معي ، أن أنكس رأسي وأخر بقوتي أمام تلك الخلافات والمشاحنات وأتخط��ها من أجله هو ، نعم لأنه معي ، يسمعني ، ويشاركني ، يفهمني ، ويبحث معي في كل مرة عن حل ، أن تعلم أن بجوارك أحد يساندك فكرة في حد ذاتها منصفة ، فكرةٌ مقدسة للذات ، ومعينة في السبل ، نعم لست وحيدة ستمحي تلك الكلمة من قاموسي وأبصر كل الأمور به ، ستجد أحدًا تشاركه الطعام ، وتستأنس به في الحديث ، عقلٌ جوار عقل ، وقلبًا مربوطًا بقلب ، يدًا تداوي وقلبٌ يحن ، روحٌ تعين ونفسٌ تطمئن ، شخصٌ يهون وأخر مؤمنٌ بأنه مهم هذا هو الزواج ونسًا وأنيسًا ومأنوسًا به حبًا وقوة ورباطًا ويقينًا وإيمانًا بروحٍ استعانت بك 💙