#بين الحرف وانعكاسه

[iriis2]

هاتفي مضاء في أغلب الأحيان، لكن محادثاتي قليلة، تفاعلي شحيح مع كل ما يمكن أن يُطلق عليه طرف آخر.. وأفقد تركيزي سريعاً في ما قد يتعدى بضع دقائق من أي مقطع مصور..

ما بين القراءة والكتابة والموسيقى والتصوير أقمت خيمة من أربعة أوتاد.. حياة بدائية تقريباً.. حياة محتاج ومضطر بعيداً عن رفاهية "التواصل الاجتماعي"..

حياة خارج الشبكة..

الانعكاس..

منذ تسيده وأنا لا أتفق كثيراً مع "السيلفي"، نتبادل أنا وهو الاتهامات. أجده نرجسياً ويتهمني هو بالرجعية، لأني من محبي الصور التقليدية أو الجماعية. تفضيلاً أحب أن ألتقط ملامح المكان، فلا يعني لي كثيراً أن شفاهي ممتلئة، دقة الكحل على خط عينيَّ الواسعتين، أي كوبٍ في يدي أو انسيابية خطوط قامتي وأني كنت جميلة هنا.. أحب دائماً أن أكون خلف المشهد، ما لم أتموه معه، إنه لجمال حقيقي أن تستطيع إيجاد لقطةٍ مناسبة وتحويلها إلى لوحة وقصة.. يا للمتعة!

لذا وبعد طول شجار أصبح كل منا يتجاهل الآخر، عدا عن بعض محاولات صلح من وسيط خارجي.

الحرف..

كتاباتي أحاديث خجولة في معظم الأحيان، أفكار لا أستطيع توجيهها نحو أحد، إجابات دون أسئلة أو أسئلة من دون مجيب  وذكريات أخشى أن ينفطر قلبي من طول حبسها.. لذا أحررها سريعاً.

أخبرني ناشر كتب أن عليّ أن أملك مدونة حية كي أتمكن من جمع قطع نصوصي المتناثرة من على الشبكة العنكبوتية في جسدٍ ورقي تهتم به الدار.. دارت التروس في رأسي متخيلة رحلات تجميع لأيقونات الإعجاب حتى تُمنح مشاعري قيمة..

قمت بإلغاء الفكرة..

ليس تقليلاً من شان أحد، لكن طباعنا المتباينة هي ما يصنع كيان كل واحد منا وما هو عليه..

لا أحب أبداً نتاج تبادل نَقرة زرٍ بنَقرة.. وأن ترتكز جدارتي على أمزجة الآخرين..

الأغلب لم يكن يعرف ما أتحدث عنه، لذا أسعد كثيراً بمن يهتم لأنه حقاً يقرأ..

ويكفي أني في يومٍ واحد فقدت إيماني بأعوام طويلة قضيتها مع الكتابة، في كل كلمة لطيفة قيلت لي.. كل تشجيع وإطراء.. بسبب جملة..

نصيحة مني، اِحذر دائماً من الذين تمنحهم قرباً كافياً.. فهم غالباً ما يعرفون كيف يدكون قواعدك والأساس.. خاصة حين تكرس إلهامك بأكمله لهم.. ويتغذى غرورهم عليه..

البعض سيتخذها لعبة.. وكأي لاهٍ من بعد النشوة، سيملّ باحثاً عن اسم معلق آخر في الهواء أو لوحة أو ذكرى قديمة أخفق بها..

تصبح شهوة..

لأن إحساس النصر مرة، يمنح المرء شجاعة المحاولة مرة أخرى، لكن على أرضٍ أخرى..

يا إلهي كيف بدأ هذا النص وبماذا انتهى..!

- ايريس