#يحيى الفخ
Explore tagged Tumblr posts
Photo
0 notes
Link
تحميل رواية قصة سربرنيتسا pdf – إسنام تاليتش
تحميل رواية قصة سربرنيتسا pdf – إسنام تاليتش
مقطع من رواية قصة سربرنيتسا:
الفصل الأول
نادرا ما يُنبئ الموتُ عن قدومه ، فهو فى أغلب الأحوال يُفضل ألا يُرسل أية إشارات تحذيرية تُعلم عن قُرب وصوله حتى أني لم أشعر بهاجس الموت يومًا ولم يخطر لي بال قبل الآن . أما اليوم فأنا لا أشعر بشيء سوى بحضوره الكثيف في كل مكان .. يسيطر الحذر والنعاس على كلّ مشاعري .. كل مشاعري مخدرة وغائبة عدا شعوري بوتي الخاص الذي بقي حاضرا بقوة .. أقرب إلي من تميي . إنه يزحف على جسدي .. يتسلل إليّ من جلدي ... إنني أنْزع قميجيا.. ملابسي الداخلية .. أخلع جواربي .. لكني لا أستطيع التخلص منه ولا حتى بسكه بأظائري أحاول بحكه بأظافري دون جدرى .. انزع ساعة يدي التخمورة .. ساعتي التي نسيت وجودها .. حاولت جاهدًا ولكن عبثا أحاول.
إني أحاول أن أنزرع خاتم الزواج من إصبعي .. لكني لا أستطيع .. واأسفاه لقد بلغ الموت إصبعي .. إن وقعتُ في يد العصابات الصربية فسوف ينزعون خاتمي بقسوة .. وفي تلك اللحظة التي سيقطعون فيها بنصري .. سينبهني الألم وسيوقظ في الإحساس بالحياة بسرعة خاطفة
ولقد فشلت في الخروج من حلقة الخاتم .. لا يمكنني نَزع الخاتم حاولتُ بألف طريقة وطريقة دون جدرى .. أبدو جانًا كسحابة من الغبار .. مشوقا لشدة نحولي ... لو أنقذ هيكلي العظمي نفسه وخرج من جلدي فسيفزعه منظر الجسد الذي كان معلقًا عليه .. متدليا كخرقه بالية .. ولكن كيف سيهرب هيكلي العظمي ؟! .. يبدو أن خاتم الزواج قد التحم بعظم إصبعي .. توحد معه .. أصبحا شيمًا واحدًا تقريبا وحتى لو استطاع جسمي أن ينقذ نفسه : فإن روحي ستبقى عالقة في ذلك الفخ إلى الأبد.
هل من المحتمل أن يكون الموت قد التفّ حول إصبعي ؟ مَن يمكن أن يَلْغَ الموت نفسه ويتسلل ليقبع كحلقة تحت خاتم الزواج بالضبط ؟ هل استطلاع المرتُ أن در ويأتحف بخاقّي ؛ ليغدر الموت معقودًا بإصبعي؟ ليصبح الموت عروسي .. عَرُوسي الموت ، وأنا .. خطيها السَّآمِر عليها الخطيئةُ والتآمر !!
لا بد أنْ ذلك هو الموت .. خطيئة كل إنسان .. استطاع أن يختبئ عني فقط تحت خاتم الفتاة ( نزيلا مهوردار ) .. التى لم أتزوجها يومًا الفتاة التي قضيتُ عمري أحلم بالزواج بها .
ها أنا أنّزع ثيابي أمام روحي العارية من جسدي .. إنتي الآن البس خاتمي فحسب .. أقفَ مكشّرفًا حاسرًا ... وروحى الواهية المهَلُهَلة تُراق جسدي المجرد إلا من الخاتم الذي لا زلتُ أحاولُ كَذَلِه بأظافري دون جدوى .. لا يزحف موتي على سطح جسدي ، بل يتوغل منذ عهد بعيد في أعماق نفسي .. يدور الموت بداخلي على هيئة دوائر متداخلة .. يطوقني ببطء كحية لرجة .. ينزلق شيقا فشيقا .. يدور بهدوء .. يُغلق الدائرة حول روحي !
لم تُطلق المجموعة الأخرى من الديكة صيحة الفجر الثانية .. بل إن الصيحة الأولى خرجت من حنجرة ديك واحد فقط .. صاح ديك واحد فقط .. ولم تلحق بقية الديكة بذلك الصوت الوحيد ، وقد يكمل العقرب الكبير في ساعة يدي دورته وقد لا يكملها تمامًا قبل أن يصبحوا ثانية ... عادة ما يصيحون مرة ثانية .. إلا أنّهم لا يصيحون هذه الليلة !!
في الأحوال الاعتيادية ، ما أن تولد الصيحة الأولى .. حتى تتبعها مجموعة من الصيحات ، يطلق الديك الأول صيحته الأولى ثمرقًا صمت الليل المهيب ومُعلنًا ميلاد فجر جديد ، ولكن تلك الصيحة لا تنتظر وحدها كثيرا ، فسرعان ما يلتحق بالديك الأول مجموعة من الرفاق .. وبعد قليل تُخرج بقية الديكفّ عن صمتها مُعززة صيحات مجموعة الديكة الأولى ومؤكدةً هي الأخرى مجيء الفجر الجديد
أما الآن فليست هناك ولا حتى ديك واحد يصيح
هذه الليلة .. لا شيء سوى قوات الليل ...
الصمت التّام لجوف الليل البهيم
مَن سيبزغ الفجر ؟
أم أن هذه هي نهاية ( سربرينيتسا ) ؟ وبهذا ليند الموت الرابع والأخير لتلك البلدة العتيقة ؟
هل تحتضر ( سربرينيتسا ) الآن لتكون موتها الأخيرة وتنتهي إلى الأبد ؟
يزحف الموتُ تحت جلدي ... ثم يتغلغل سريعا في عروقي ، والآن يملأ الموت أكثر تلافيف دماغي اختباء ويحتل الزوايا المجهولة من خلايا دماغي .. يعتصر منها ذوات الأوكسجين الأخيرة .. لتفقد الحياة معركتها الأخيرة ... وتفقد معناها بالكامل .. وأفقد حياتي المفقودة أصلها !!
فقط الموت ...
وحده الموت يبقى ...
م .. و .. ت
يبقى الموتُ كائنًا مخوسا يُذرَهُ بِكل الحرّات .. واضحا ككل حرف في اسمه .. مسموعًا كسكون كل حرف في لفظه .. ناشرا رائحته المنتنة .. مشاهدًا أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم
يمكننا أن نسمع عن الموت ، أن نشاهد الموتى ، أن نشم رائحته الكريهة . ولكن فقط الحاسة الخامسة .. ( الحدس ).. يمكنها أن تتم البعد الرابع للموت . الحاسة الخامسة وحدها ثمم الأبعاد الرباعية للموت .. ولهذا يمكنها وحدها تعريف الموت والإفصاح عن ماجيته ... وعندها فقط قد يُعلن الموتُ لنا عن نفسه !!
في هذه الليلة ، وبعيدًا من هنا ، في العالم الآخر حيتُ المكان الأكثر توافقًا مع الوقت العصيب الذي تمر به ( سربرينيتسا ) ، ستفيق أمي من نوعها في عالم البرزخ " ، ستقوم وهي تهذي باسم اينها الذي لم يعد له وجود .. لن تعرف تلك العجوز ما إن كان ذلك العذاب كابوسا بالفعل أم أنه جزء من الواقع ؟ فقد اشتبكت الكوايس بالواقع واختلط الوهم بالحقيقة وأبحا كيانًا واحدًا لا يمكن تميز الفرق بينهما ا!
والأم العجوز المسكينة لا تعلم بأنّ الموت قد غيب ابنها مُنذ فترة طويلة .. لا تعلم بأنّي
أعيش الآن داخل الموت ، وربما أنها تعلم ، بل ربما تثر ذلك بشكل أفضل مني أنا كان من الأفضل لها ألا تلدني .. لو لم يكن لها ولد .. لكانت أفضل حالا .. ولو أنني ولدتُ بدون أم ، لكنتُ أنا أيضًا أفضل حالا.
إيه يا أمي ... كم أحسد الكلاب !!
من الأفضل لامرأة أن تكُونَ كَلبة من أن تكون أما .. !!
ولكن ما الفائدة ؟ .. فالكلبة أم أيضًا
أمي .. كم جميل لو لم نكن أنا وأنت كذلك .. أم وابنها .. ابن وأمه !
لو لم تربطنا تلك العلاقة لهان الأمر على كلينا
أو كم ستكون وطأة الألم أخف لو لم يكن لدى كل منا ال��خر !!
حول رواية قصة سربرنيتسا لإسنام تاليتش :
اسم الكتاب : قصة سربرنيتسا
اسم المؤلف : إسنام تاليتش
دار النشر : دار السلام
سنة النشر : 2007
القسم : روايات مترجمة
عدد الصفحات : 479
الصيغة : pdf
الحجم : 10.8 ميقا
قد يهمك أيضا :
تحميل رواية في ممر الفئران لأحمد خالد توفيق بصيغة pdf
تحميل رواية مسرى الغرانيق في مدن العقيق pdf – أميمة الخميس
تحميل رواية ثاني أكسيد الحب لمنى سلامة بصيغة pdf
تحميل رواية الزوجة المكسيكية pdf – إيمان يحيى
تحميل رواية قواعد جارتين pdf – عمرو عبد الحميد
لتحميل رواية رواية قصة سربرنيتسا pdf – إسنام تاليتش
شاركنا رأيك حول " تحميل رواية قصة سربرنيتسا pdf – إسنام تاليتش"
0 notes
Text
الترجي الرياضي في لواندا: الحلول متوفرة والرسم التكتيكي سر النجاح
الترجي الرياضي في لواندا: الحلول متوفرة والرسم التكتيكي سر النجاح
رابطة الأبطال الإفريقية: الترجي للمرة 11 في نصف النهائي.. والمواجهة الخامسة ضد غرة أوت الأنغولي – خالد بن يحيى لـ«الصباح الأسبوعي»: لن نقع في الفخ الذي سقط فيه مازمبي
يجري الترجي الرياضي عشية الغد مباراة الذهاب للدور نصف النهائي لرابطة ابطال افريقيا ضد غرة أوت الأنغولي على أمل العودة بنتيجة ايجابية تدعم حظوظه من أجل ادراك المرحلة الأخيرة قبل خوضه لقاء الاياب المبرمج ليوم 23…
View On WordPress
0 notes